Skip to content

Commentaries
Arabic
يوحنا
  
15:16لَيْسَ أَنْتُمُ اخْتَرْتُمُونِي بَلْ أَنَا اخْتَرْتُكُمْ وَأَقَمْتُكُمْ لِتَذْهَبُوا وَتَأْتُوا بِثَمَرٍ وَيَدُومَ ثَمَرُكُمْ. لِكَيْ يُعْطِيَكُمُ الآبُ كُلَّ مَا طَلَبْتُمْ بِاسْمِي.17بِهَذَا أُوصِيكُمْ حَتَّى تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضاً


لا تتوقَّف علاقتك بيَسُوع، بالدَّرجة الأولى، على إرادتك أو رغبتك أو اختيارك، بل على محبَّته واختياره ودعوته. لقد كنتَ عبداً لذنوبك في قبضة الشَّيْطَان وسُلطة الموت، وغير قادرٍ أن تتحرَّك مِن سجنك. ولكنَّ المَسِيْح اختارك منذ الأزَل، وحرَّرَك بدمه الثَّمين، وجعلَك صديقاً له، وعيَّنَك وارثاً معه حقوقه البنويَّة. فاختيار الله نعمةٌ مِن جهته فقط. وليس لك إلاَّ القبول أو الرَّفض.
اختار المَسِيْح النَّاس جميعاً، عندما غفر خطاياهم وكفَّر عنها على الصَّلِيْب. ولكن ليس الجميع يسمعون دعوته، بل يُفضِّل كثيرون البقاء في مستنقع خطاياهم. يا لهم مِن مساكين، لأنَّهم لا يعرفون حرية أولاد الله! لقد دعك يَسُوع إلى التحرّر مِن خطاياك، والانضمام إلى الشركة الإلهية. فتدرَّب على المَحَبَّة، لأنَّ لحرِّيتك معنىً واحداً وهو خدمة ربِّك والنَّاس طوعاً واختياراً، وليس جبراً كالعبيد. لا تظنَّ أنَّ ربَّك دكتاتورٌ مستبدٌّ، فيَسُوع قد جعل مِن نفسه طوعاً خادماً في سبيل المَحَبَّة؛ ولم يهتمّ بنفسه، بل كان اهتمامه كلُّه منصبّاً على أحبَّائه. وهو قدوتنا. وهكذا يُريدك يَسُوع أن تهتم بأصدقائك اهتمام الرَّاعِي برعيَّته. ولكن بسبب عجزنا البشري لا يستطيع أحدٌ أن يُحرِّر غيرَه مِن عبودية الخطيئة.
ويُشجِّعنا يَسُوع على الصَّلاَة باسمه، لأنَّنا إن صلَّينا إلى يَسُوع طالبين تحرير عبيد مختارين، فعندئذٍ تكون صلاتنا حسب مشيئة الله القُدُّوْس. وإن ابتهلنا إليه طالبين إرشاد المتحرّرين، وبنيانهم أدبيّاً وروحيّاً، وسدّ حاجاتهم الرُّوحِيّة والنفسية والجسدية، فالرَّبّ يستجيب حسب مسرَّته؛ لأنَّ المَحَبَّة هي سرُّ الصَّلاَة المُستَجابَة.
وعندما تُصلِّي لأجل أصدقائك بهذا الرُّوْح، يُريك يَسُوع أخطاءك العفويَّة الَّتي تقع فيها أثناء عيشك معهم. ويُرشدك إلى التضحية الحكيمة النَّافعة. وهكذا تُرشدك الصَّلاَة الحَقِيْقِيّة إلى انكسار النَّفس والتَّواضع الجمّ، قبل أن يُغيِّر يَسُوع الآخَرين إلى صورة محبَّته إجابةً لصلاتك. فالرَّبّ يسمعك بالتَّأكيد إن طلَبْتَ لأصدقائك التوبة والخلاص والقداسة والفداء. وهو يريد أن يُحقِّق هذه المبادئ الخلاصيَّة في جميع النَّاس، وينتظر مَن يستمطرها في صلاته ويستدرُّها في تضرُّعه.
فالصَّلاَة اشتراكٌ في عمل الله وتحقيق مقاصده، كما أنَّها تُتيح للمُصلِّي إشراك الله في خدمته، ليكون الله الكل في الكل. ولذلك ندعوك إلى المواظبة على الصَّلاَة، لأنَّ ربَّك مواظبٌ على الانتصار. ويَسُوع لا يَعِدُك بنتائج عابرة، بل بثمارٍ تدوم إلى الأبد. فمَن يؤمن بواسطة صلواتك وشهاداتك، يَعِش أبد الدَّهر، منتقلاً مِن حالة الموت إلى حالة الحياة الحَقِيْقِيّة.
وفوق الإيمان والصَّلوات والشَّهادات كلِّها، يأمرك المَسِيْح أن تستمرَّ في محبَّة أصدقائك محبَّةً قلبيَّةً صادقةً طاهرةً. فاحتمِل أصدقاءك بصبرٍ طويلٍ، رغم سوء أخلاقهم، واطلب إلى يَسُوع أن يُطوِّرهم ويُقوِّيهم ويُنميهم. سامحْهُم بدون ثرثرةٍ، وكُن لطيفاً معهم لُطف الله معك، وأَنِر بضياء محبَّة الله العالمَ الفاجرَ المُفعَم بالقباحة. واعلم أنَّ انحدارك إلى المستويات المتدنِّية، كالصراخ والغضب والعنف لن ينفعك أبداً. فتدرَّب على الخدمة والتَّضحية والإصغاء والإجابة اللَّطيفة، كي ينعكس نور محبَّة المَسِيْح منك. يُريد يَسُوع أن يصبَّ خلاصه على الأرض صبّاً، فهل لك أن تساعده بصلواتك ومحبَّتك؟!

الصَّلَاة
أَيُّهَا الرَّبُّ يَسُوع، نشكرك لأنَّك حرَّرتَنا مِن عبودية الخطيئة، ودعوتَنا أحراراً، وجعلتَنا ونحن مجرمون أحبَّاءك، وأوكلت لنا أسرار السَّماء، كي نتعلَّم أن نُحبَّ جميع النَّاس كما أحببتَنا. نسجد لك، ونضع أنفسَنا تحت تصرُّفك. علِّمنا الطَّاعة، كي نأتي بالكثير مِن ثمار محبَّتك.
السُّؤَال
كيف جعل يَسُوع عبيد الخطيئة أحبَّاءه؟