Skip to content

Commentaries
Arabic
يوحنا
  
15:21لَكِنَّهُمْ إِنَّمَا يَفْعَلُونَ بِكُمْ هَذَا كُلَّهُ مِنْ أَجْلِ اسْمِي لأَِنَّهُمْ لاَ يَعْرِفُونَ الَّذي أَرْسَلَنِي.22لَوْ لَمْ أَكُنْ قَدْ جِئْتُ وَكَلَّمْتُهُمْ لَمْ تَكُنْ لَهُمْ خَطِيئة. وَأَمَّا الآنَ فَلَيْسَ لَهُمْ عُذْرٌ فِي خَطِيئتِهِمْ.23الَّذي يُبْغِضُنِي يُبْغِضُ أَبِي أَيْضاً.


أخبر المَسِيْح تلاميذه مسبقاً بأنَّهم، بعد صعوده إلى أبيه، سيتعرَّضون لاضطهاداتٍ أليمةٍ لأجل اسمه، لأنَّ اليهود لم يتوقَّعوا مَسِيْحاً حملاً وديعاً لله، بل بطلاً قوميّاً يُحرِّرهم مِن نير الاستعمار. وقد نتجت ضلالة الرجاء بالخلاص السياسي هذه مِن عدم معرفتهم الحَقِيْقِيّة بالله. فلم يستطيعوا أن يفصلوا بين الدِّين والدَّولة، ولذلك كان إلههم مقاتلاً حربيّاً. ولم يعرفوا الرَّبّ يَسُوع المَسِيْح، إله التعزية والسلام والمَحَبَّة. فهذا الرَّبّ يسمح بالحروب عقاباً للبشر. أمَّا مَلَكُوْته فلا يُبنى على الحروب والعقوبات، بل على الحق والطهارة وتضحية الشُّهداء.
أتى المَسِيْح مُمثِّلاً مبادئ مَلَكُوْت أبيه بكلِّ وضوحٍ. ولكنَّ اليهود رفضوا روح المَحَبَّة والصلح، وقرَّروا اتِّباع العنف والحرب، فسقطوا. وكلُّ شعبٍ لا يقبل المَسِيْح صانع السَّلام يسقط سقطة اليهود. فخطيئتنا ليست ناتجةً عن تقصيرات أدبيَّةٍ، بل هي عداوتنا لله، وعدم قبول روح سلامه. ولو لم يأتِ المَسِيْح إلى عالم الدُّموع، لكانت الشُّعوب بريئةً. فقد أصبحَت هذه الرِّسَالَة الخلاصيَّة دينونةً على كلِّ الَّذين لم يخضعوا للصليب وللصُّلح الإلهي.
إن عدم معرفة الإله الحَقِيْقِيّ هو أعمق الأسباب الَّتي تجعل النَّاس يرفضون المَسِيْح. فالنَّاس يتخيَّلون آلهتهم حسب أهوائهم. أمَّا المَسِيْح فقد أعلن لنا إله محبَّةٍ، ومَن لا يتبع محبَّته يتبع طريق العنف والفساد. ومَن يرفض المَسِيْح يرفض الله الحَقِيْقِيّ. وللأسف الشَّديد، ترفض بعض الشعوب اليوم مَسِيْحها وربَّها، وتستعد لاستقبال المَسِيْح الدَّجال المتغطرس الماكر الخدَّاع. فمَن يبغض المَسِيْح لا يعرف الله البتَّة.