Skip to content

Commentaries
Arabic
يوحنا
  
15:3أَنْتُمُ الآنَ أَنْقِيَاءُ لِسَبَبِ الْكَلاَمِ الَّذي كَلَّمْتُكُمْ بِهِ.4اُثْبُتُوا فِيَّ وَأَنَا فِيكُمْ. كَمَا أَنَّ الْغُصْنَ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَأْتِيَ بِثَمَرٍ مِنْ ذَاتِهِ إِنْ لَمْ يَثْبُتْ فِي الْكَرْمَةِ كَذَلِكَ أَنْتُمْ أَيْضاً إِنْ لَمْ تَثْبُتُوا فِيَّ.


يمنحك المَسِيْح تعزيةً ملكيَّةً. والله لا ينزعنا مِن الكرمة السَّماوية بسبب نجاساتنا الطَّبيعية وخطايانا الكثيرة، لأنَّ المَسِيْح قد منح كلَّ واحدٍ مِن أتباعه تطهيراً جوهريّاً، أغدقه عليه في بداية إيمانه. فلا نقول: "لعلَّنا، أو عسانا نطهر في المستقبل بطقوسنا وأنواع عبادتنا" بل "قد تطهَّرنا في الماضي، عندما سمعنا إِنْجِيْل المَسِيْح وقَبِلناه". فالمَسِيْح غفر خطايانا مرَّةً واحدةً وإلى الأبد، وقدَّسَنا تماماً على الصَّلِيْب. والإِنْجِيْل ممتلئٌ بقوَّة التَّطهير. فليست جهودنا، ولا مساعينا الشَّخصية، ولا آلامنا، ولا نضجنا في الشَّيخوخة هي الَّتي تُطهِّرنا، بل كلمة الله وحدها. وكما خلق الخالق العالم في البدء بكلمته القويَّة، هكذا يخلق المَسِيْح فينا طهارةً جديدةً إن انفتَحنا لكلمته. فليس سرّ المَعْمُودِيَّة، ولا العَشَاء الرَّبَّانِيّ وحده هو الَّذي يُطهِّرنا، بل الإيمان بكلمة يَسُوع، والتَّعمق المُستمرّ فيها. لذلك نقترح أن تقرأ يوميّاً في الكِتَاب المُقَدَّس، ولو قليلاً. وليكن ذلك، إن أمكن، في وقتٍ معيَّنٍ وبانتظامٍ. لأنَّك بدون غذاء روحيٍّ يوميٍّ تزول حتماً.
وابتدأ يَسُوع يُركِّز في عقولنا كلمةً واحدةً، يُبنَى عليها نضجنا وإتياننا بثمار روحيَّة، وهذه الكلمة هي "الثَّبات". وقد وردَت هذه الكلمة مع مشتقَّاتها 11 مرَّةً في الآيات الإحدى عشر الأولى مِن الأَصْحَاْح الخامس عشر، حتَّى إنَّ جميع المعاني التالية تركَّزَت على عبارة الثَّبات في المَسِيْح. فلنا الامتياز أن نثبت في يَسُوع، ونكون فيه. فهو قد طعَّمَنا نحن النَّجسين في نفسه القدسيَّة، كي نتغيَّر بقداسته. فقواه وعصائره تجري فينا. وهو يؤكِّد لنا بكلِّ وضوحٍ أنَّ لا إنسان يستطيع أن يأتي بثمرةٍ واحدةٍ مِن ثمار الرُّوْح من تلقاء نفسه. فالكلُّ يصدر مِن يَسُوع. ولذلك ينبغي أن نثبت فيه، لأنَّنا إن انفصلنا عنه، فسينتهي جريان قوَّة محبَّته فينا، كما لو قطع غصنٌ مِن الكرمة، ولو للحظةٍ واحدة، فإنَّه يجفُّ وييبس. وما أبشع صورة الكنيسة اليابسة الميتة!
فأهمُّ طلبٍ يطلبه المؤمن في صلواته هو الثَّبات في المَسِيْح، لكي يُنميه الرَّبّ باستمرارٍ، ويملأه ثماراً ونشاطاً، ويحفظه باسمه ليلاً نهاراً. وهذا الثَّبات هو نعمة وثمار الرُّوْح، فلا يستطيع أحدٌ أن يُثبِّت نفسه بنفسه في المَسِيْح. ولكن يُمكننا أن نشكر الرَّبّ لهذه الهبة، ونطلب إليه أن يُديمنا فيه ويُثبِّت الآخَرين أيضاً.

الصَّلَاة
أَيُّهَا الرَّبُّ يَسُوع المَسِيْح، أنت كرمة الله المقدَّسة في تربة أرضنا. منك تأتينا جميع الفضائل الصَّالِحة، لأنَّ قلوبنا ينابيع جميع الشُّرور. نشكرك لأنَّك طهَّرتَنا بواسطة كلمات إِنْجِيْلك. احفظنا في اسمك، فلا يستطيع أحدٌ أن ينزعنا مِن حياتك، بل تأتي قوَّة روحك فينا بثمار محبَّتك باستمرار؛ فنحن بدونك لا نقدر أن نفعل شيئاً. ثبِّت كثيرين مِن إخوتنا، كيلا يعيشوا في ضعف أخلاقهم، بل يثبتوا فيك على الدَّوام. آمِيْن.
السُّؤَال
كيف يكون يَسُوع الكرمة الحَقِيْقِيّة؟