Skip to content

Commentaries
Arabic
يوحنا
  
16:20اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّكُمْ سَتَبْكُونَ وَتَنُوحُونَ وَالْعَالَمُ يَفْرَحُ. أَنْتُمْ سَتَحْزَنُونَ وَلَكِنَّ حُزْنَكُمْ يَتَحَوَّلُ إِلَى فَرَحٍ.21اَلْمَرْأَةُ وَهِيَ تَلِدُ تَحْزَنُ لأَِنَّ سَاعَتَهَا قَدْ جَاءَتْ. وَلَكِنْ مَتى وَلَدَتِ الطِّفْلَ لاَ تَعُودُ تَذْكُرُ الشِّدَّةَ لِسَبَبِ الْفَرَحِ لأَِنَّهُ قَدْ وُلِدَ إِنْسَانٌ فِي الْعَالَمِ.22فَأَنْتُمْ كَذَلِكَ عِنْدَكُمُ الآنَ حُزْنٌ. وَلَكِنِّي سَأَرَاكُمْ أَيْضاً فَتَفْرَحُ قُلُوبُكُمْ وَلاَ يَنْزِعُ أَحَدٌ فَرَحَكُمْ مِنْكُمْ.23وَفِي ذَلِكَ الْيَوْمِ لاَ تَسْأَلُونَنِي شَيْئاً.


قرأ يَسُوع أفكار تلاميذه، وعلم بما قالوه بعضهم لبعض رغم أنَّه لم يسمعهم. وفي جوابه لهم، لم يُهدِّئ روعهم، أو يُخفِّف مِن أحزانهم، بل أكَّد لهم أنَّ كثيراً مِن النَّوائب والأحزان سيهزُّهم عن قريبٍ، كما لو مات ملكٌ صالحٌ، فسيحزن شعبه ويتزعزع ويفقد الرَّجاء. ولكن إذ يتألَّم التَّلاَمِيْذ، سيشمت الأعداء.
لم يقصد المَسِيْح بأعدائه المجلس اليهودي الأعلى فقط، بل العالم كلَّه. فجميع النَّاس خارج كنيسة المَسِيْح هم العالم الضَّال البعيد عن الله، والعاصي الرُّوْح القُدُس. وكما تهلَّل المتديِّنون المتزمِّتون والفلاسفة لقدرتهم على إبادة يَسُوع بدون إثارة شغَب ضدَّهم في الشَّعب، رغم استقبالهم إيَّاه استقبال الملوك، قبل أسبوعٍ مِن ذلك، هكذا ستتَّحد الشُّعوب في أواخر الزَّمان لإبادة القُدُّوْس الآتي.
وشهد يَسُوع أيضاً لتلاميذه أنَّهم سيختبرون فرحاً عظيماً. فزمن الدُّموع والنَّوح على الميت سيكون قصيراً جدّاً، بل أشبه بمخاضٍ. فالأمَّهات يعتبِرْنَ آلام ولادتهنَّ هيِّنةً إذا قِيسَت بفرح حملهنَّ مواليدهنَّ بين أيديهنَّ. فشبَّه يَسُوع آلام تلاميذه بالمخاض، لأنَّ هذه الآلام لن تطول كثيراً، بل ستُعجِّل في عودته إليهم، ليحلَّ الفرح محلَّ الألم والحزن بقيامته مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ، إنساناً جديداً فريداً بجسدٍ روحيٍّ، في مجد الحياة الأَبَدِيّة. فعيد الفصح يعني للتلاميذ فرح اللِّقاء، بعد نوحٍ وبكاءٍ. وكما حوَّلَت إقامة لِعَاْزَر الحزن إلى سجودٍ، هكذا منحَت قيامة المَسِيْح المؤمنين تعزيةً كبرى وجرأةً؛ فعلموا أنَّه حاضرٌ وحيٌّ، ولم يفسد في القبر كجميع البشر. فلم يكن إيمانهم عبثاً ولا نهضتهم خطأً، بل إنَّ ابن الله معهم، وحياته قد غلبت الموت.
أنبأ المَسِيْح تلاميذه بهذا الفرح لحظة اقترابه مِن بستان الخيانة. فلا شكَّ أنَّ الحزن شديدٌ، ولكنَّه في الوقت نفسه محدودٌ. أمَّا الفرح فأشدُّ وأعظم ولا حدود ولا نهاية له إلى أبد الآبِدِيْن.
بقيامة المَسِيْح المجيدة تلاشت تساؤلات التَّلاَمِيْذ كلّها. فمسألة الذَّنْب انتهت، وشوكة الموت كُسِرَت، وسلطة الشَّيْطَان غُلِبَت، وغضب الله لم يضغط عليهم بعد بالدَّيْنُونَة. لم يكُن إنكارهم يَسُوع، وخوفهم، وضعف إيمانهم حائلاً دون عودة يَسُوع إليهم ومسامحتهم. فلم يستطع اليهود أن يكيدوهم، لأنَّ الرَّبّ حفظهم. فوجدَت تساؤلاتهم كلُّها الجوابَ الشَّافي، يومَ القيامة المجيد، في شخص المقام مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ.

الصَّلَاة
أَيُّهَا الرَّبُّ يَسُوع المَسِيْح، نشكرك لأنَّك المعزِّي الصَّالِح. فأنت لم تُهوِّن على تلاميذك الضِّيق المُقبل عليهم فحسب، بل أعطيتهم وعداً ثابتاً أن يكون ضيقهم زمنيّاً ومحدوداً، وأن ينالوا فرحاً أَبَدِيّاً لا حدود له بقيامتك الظَّافرة، وأجبت بكيانك جميع تساؤلاتنا. نشكرك لأنَّنا نستطيع أن نبني أنفسنا عليك أيُّها الحي في جميع التجارب والضيقات والمخاوف، فأنت لا تتركنا، بل تمنحنا قوَّة حياتك الجديدة.
السُّؤَال
كيف عزَّى يَسُوع تلاميذه؟