Skip to content

Commentaries
Arabic
يوحنا
  
16:23اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ كُلَّ مَا طَلَبْتُمْ مِنَ الآبِ بِاسْمِي يُعْطِيكُمْ.24إِلَى الآنَ لَمْ تَطْلُبُوا شَيْئاً بِاسْمِي. اُطْلُبُوا تَأْخُذُوا لِيَكُونَ فَرَحُكُمْ كَامِلاً


كان يَسُوع في بداية خطابة الوداعي قد وعد تلاميذه بأن يفعل كلَّ ما يطلبونه باسمه ليتمجَّد الآب بالابن (يوحنّا 14: 13). فشملت هذه الطلبات بنيان الكنيسة وجميع النشاطات التبشيرية، لأنَّ يَسُوع يريد أن يدخل كثيرون إلى شركة محبّة وحدة الثَّالُوْث الأَقْدَس. وهكذا أوصانا قائلاً: "اطْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوْت اللهِ وَبِرَّهُ وَهَذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ." فيَعدنا يَسُوع باستجابة طلباتنا السَّماوية والدُّنيوية؛ أمَّا السَّماوية فتتمتَّع بالأولويَّة على الدُّنيوية.
فما هي طلبات قلبك؟ هل أنت بحاجةٍ إلى مال وصحَّةٍ ونجاحٍ؟ هل تطلب صلة وصلٍ تربطك بالآخَرين؟ هل تُعذِّبك الشُّكوك بوجود الله ورحمته؟ هل تشعر بفراغٍ نتيجة غياب الرُّوْح القُدُس عن حياتك؟ هل تشعر بعقدة الذَّنْب؟ هل تتألَّم بسبب تجارب، أو مصائب، أو ضيقات؟ هل ترتجف خوفاً مِن الأرواح الشرّيرة؟ هل تخاف مِن حرب نوويَّةٍ تُفني الكرة الأرضيَّة؟ هل تخشى تكاثر السُّكان على الأرض؟ هل تنتظر مجيء المَسِيْح وبسط مَلَكُوْت سلامه؟ ما هي الأسئلة الَّتي تقلق نفسك وروحك وجسدك؟ هل أنت سطحيٌّ أم عميقٌ، متفائلٌ أم متشائمٌ؟ هل تُجرَح مشاعرك بسرعةٍ؟ هل تطلب إلى ربِّك أن يملأك بالرُّوْح القُدُس؟
أَخِي العَزِيْز، اجعل مِن كلّ مشكلةٍ مِن مشاكل حياتك صلاةً، وافتح قلبَك لأبيك السَّماوي. ولكن لا تُكرِّر الكلام باطلاً وتثرثر في صلاتك، بل فكِّر مليّاً في طلبتك قبل أن تُصلِّي. واشكر ربَّك للمواهب والخيرات الَّتي أنعم بها يَسُوع عليك. ثمَّ اعترف بخطاياك، لأنَّ قلَّة الإيمان، وفتور المَحَبَّة، وضعف الرَّجاء هي كلُّها عيوبٌ ونقائص في نظر الله. فاطلب إلى يَسُوع أن يغفر خطاياك الَّتي اعترفتَ بها أمامه. انكسر لكبريائك أمام خالقك، واطلب إليه توضيح طلبتك، حتَّى يُوضح هو لك ما يُريده هو في أمرك، كيلا تطلب شيئاً يُضرّك. وبعدَما تتأكَّد مِن مشيئة أبيك، التمس منه نعمته، وأيقن أنَّه يستمع إليه حقّاً. ولا تنسَ أنَّ الله محبَّةٌ، ولا يُريد أن يُباركك وحدك، بل الآخَرين أيضاً. فتضرَّعْ لأجل زملائك وأعدائك أيضاً، كي يُباركهم الرَّبُّ بالنَّعمة نفسها، لأنَّك لستَ وحدكَ المتألِّم المحتاج، بل النَّاس جميعاً متألِّمون ومحتاجون. ارفع مشاكلك كلَّها مباشرةً إلى المَسِيْح، واربط كلَّ مشكلةٍ، وكلَّ طلبةٍ لأجل الآخَرين بإكليل شكرٍ وعرفان، وعندئذٍ تُدرك سرَّ الصَّلاَة الحَقِيْقِيّة باسم يَسُوع.
الصَّلاَة الحَقِيْقِيّة هي حديث القلب مع الله في الابتهال والشُّكْر والسجود. فلا تُربك نفسك في الصَّلاَة بالعبارات المعقَّدة الرَّنانة، بل قُل ما تفكِّر فيه بكلِّ بساطةٍ وكأنَّك تُكلِّم والدك أو والدتك. فالعشَّار تبرَّر بصلاته في الهيكل حين قال: "ارحمني، أنا الخاطئ". والآب السَّماوي أقام لِعَاْزَر مِن الموت بصلاة يَسُوع إليه. فالإيمان هو الَّذي يُنِيل الخلاص والعون والنَّجاح. فصلِّ لله بنعمةٍ وجرأةٍ وشكرٍ. إنَّ الآب السَّماوي يدعوك لتكون له ولداً، فكلِّمه كولدٍ يُخاطب أباه، ولا تُخْفِ عنه شيئاً.
الله الآب ويَسُوع الابن واحدٌ أحدٌ، فردٌ صمدٌ. ولا يستطيع القُدُّوْس أن يُباركك كيفما كان، لأنَّك بطبيعتك مستحقٌّ الغضب لا النِّعمة. ولكن بما أنَّ يَسُوع شفيعك، فالآب يستمع إلى أدعيتك. وكلَّما ازددتَ انسجاماً مع مشيئة المَسِيْح، استجاب الله لك. فاطلب إليه أن يُعلِّمك الصَّلاَة باسم يَسُوع، كي يعطيك باسم ابنه الملء. وقد أوصانا يَسُوع أن نُصلِّي معاً جماعاتٍ إلى الله، وليس أفراداً فقط، لأنَّه أعطانا أمر الصَّلاَة باسمه في صيغة الجمع. فتزاوروا واطلبوا معاً أن يسكب الله الرُّوْح القُدُس في قراكم ومدنكم، فتختبروا عاصفة محبَّته تهبُّ على قلوبٍ كثيرةٍ فتُحييها. اطلبوا بالصَّلاَة في روح يَسُوع أن يأتي مَلَكُوْته. فجميع الأمور الأخرى تترتَّب تلقائيّاً؛ لأنَّ الأولويَّة ليست لمهنتك، ولا لعائلتك، ولا لشعبك، بل لله نفسه ولحمده، ولتغيير النَّاس إلى صورته، ونمو المَحَبَّة في الكنيسة. صلِّ ولا تلزم الصَّمت، لأنَّ الله يعمل بواسطة صلواتك.
يُريد المَسِيْح أن يُنعم عليك بفرحٍ عظيمٍ، ليس استجابةً لصلواتك في المقام الأوَّل، بل لأجل امتياز مثولك في حضرة الله وابنه. فأيّهما الأهمّ: الموهبة أم الوهَّاب؟ الرَّبّ يمنحك الملء. ولكن تذكَّر أنَّ الملء هو الرَّبّ. ويَسُوع يُريد أن يُكمل فرحنا. فالمسرَّة حلَّت فينا عندما أكَّد الرُّوْح القُدُس لنا أنَّنا أولاد الله النَّاجون. وازداد الفرح فينا عندما أدركنا أنَّ يَسُوع يستجيب لنا نحن البطَّالين النَّاقصين، وأنَّه بارك أناساً آخَرين وخلَّصَهم بواسطة صلواتنا. وفرحنا هذا يتحوَّل إلى ابتهاجٍ عارمٍ وتهلُّلٍ عندما نشاهد يَسُوع آتياً في سحاب السَّماء. عندئذٍ سنفرح فرحاً لا يُنطَق به، ولا يمكن أن نتصوَّره. فهل مجيء المَسِيْح البهي هو أهم موضوعٍ في صلواتك؟

الصَّلَاة
أيها الآب السَّماوي، نشكرك مِن صميم قلوبنا لأنَّك أرسلتَ إلينا ابنك مُخلِّصاً. اغفر لنا همومنا الدُّنيويَّة، وساعدنا أن نُدرك أهميّة الصَّلِيْب. حرِّرنا مِن الأنانية كي نُصلِّي صلوات مستجابة، فنُكلِّمك ببساطة كما يُكلِّم الولد والده. افدِ أعداءنا الرَّازحين تحت وطأة خطاياهم، والمتألِّمين بقلوبهم المفعمة حماقةً وحقداً. حرِّرهم مِن قيودهم، حتَّى يشتركوا معنا في فرح حضورك. نضرع إليك أن تُرسل ابنك في المجد عن قريبٍ، لأنَّ المشاكل العالميَّة أضحَت كابوساً جاثماً فوقنا، يُنغِّص علينا حياتنا، ويُكدِّر عيشَنا. أنت وحدك الدَّائم الباقي. لذلك نُعظِّمك ونسجد لك باسم ربِّنا يَسُوع المَسِيْح.
السُّؤَال
كيف يستجيب الله الآب صلواتنا باسم يَسُوع؟