Skip to content

Commentaries
Arabic
يوحنا
  
أَمَّا مَتى جَاءَ ذَاكَ رُوحُ الْحَقِّ فَهُوَ يُرْشِدُكُمْ إِلَى جَمِيعِ الْحَقِّ
(يوحنّا 16: 13)

6- سَلام المَسِيْح فينا يغلب ضيقات العالم
(يوحنَّا 16: 25- 33)
16:25قَدْ كَلَّمْتُكُمْ بِهَذَا بِأَمْثَالٍ وَلَكِنْ تَأْتِي سَاعَةٌ حِينَ لاَ أُكَلِّمُكُمْ أَيْضاً بِأَمْثَالٍ بَلْ أُخْبِرُكُمْ عَنِ الآبِ عَلاَنِيَةً.26فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ تَطْلُبُونَ بِاسْمِي.


أعلن يَسُوع الحقائق السَّماوية بطريقة الأمثلة والصُّور المجازية الَّتي حجبت الأسرار أمام الدُّنيويين، ولكنَّها كشفتها للجياع إلى البرِّ. وتمنَّى يَسُوع أن يفهمه التَّلاَمِيْذ تماماً، وتاق إلى اليوم العَظِيْم الَّذي يقوم فيه مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ، ويصعد إلى السماء، ليجلس عن يمين الله، مرسلاً إلى تلاميذه روحه الإلهي اللَّطيف. فاعتبر هذه الأحداث الخلاصيَّة يوماً واحداً. فعندما يأتي هذا الرُّوح إلى قلوب أتباعه تنتهي الأمثال والصُّور المجازيَّة، لأنَّ روح المَسِيْح يخلق في داخل المؤمنين الاستنارة والمعرفة أنَّ الله هو الآب والمَسِيْح ابنه. فبدون الرُّوْح القُدُس لا يعرف الإنسانُ اللهَ. ولكنَّ روح الابن يجذبنا إلى عائلة الآب. فإنَّ غاية المَسِيْح، وثمرة موته، ونتيجة التعليم اللاَّهُوْتي ليست مجرَّد معرفتنا النَّظرية بالله، بل ثباتنا في عائلة الآب. فهل لك أبٌ دنيويٌّ لا يزال في عالمنا؟ هل تعرفه؟ هل أنت ولده؟ هل تُكلِّمه؟ هل يهتمُّ بك؟ هذه جميعها أسئلةٌ بديهيَّةٌ دون أدنى شكٍّ. فعلى مستوىً أعلى يؤكِّد كلام يَسُوع وتعزية الرُّوْح القُدُس أنَّ الله القدير القُدُّوْس العَظِيْم هو أبونا قريبنا الشخصي المحبّ، ونحن أولاده الأحبَّاء، رغم أنَّنا كنَّا خطاةً. ولكنَّنا أصبحنا بدم المَسِيْح قدّيسين أمامه. والرُّوْح القُدُس يفتح أفواهنا للصلاة الحَقِيْقِيّة، لأنَّ هذا الروح هو روح المَسِيْح. ففي الصَّلاَة الرُّوحِيّة يتكلّم المَسِيْح بواسطتنا. فصَلِّ ما يُصلِّيه الروح، في ثقة الآب وشركة الابن، فتصبح صلاتك مكالمةً بين الرُّوْح القُدُس الحالِّ فيك وأبيك السَّماوي الَّذي هو واحدٌ مع الابن.