Skip to content

Commentaries
Arabic
يوحنا
  
16:31أَجَابَهُمْ يَسُوعُ أَلآنَ تُؤْمِنُونَ.32هُوَذَا تَأْتِي سَاعَةٌ وَقَدْ أَتَتِ الآنَ تَتَفَرَّقُونَ فِيهَا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى خَاصَّتِهِ وَتَتْرُكُونَنِي وَحْدِي. وَأَنَا لَسْتُ وَحْدِي لأَِنَّ الآبَ مَعِي.


بابتسامةٍ مريرةٍ قال يَسُوع لهم: "هل تتصوَّرون أنَّكم تستطيعون بعقولكم أن تعرفوا حقيقة ذاتي؟ وهل هذه المعرفة هي كإيمانكم الحَقِيْقِيّ؟ لقد بات الامتحان وشيكاً، وهو سيُظهر أنَّ اعتقادكم خالٍ مِن المَحَبَّة، وأنكم لا تفهمون الله، لأنَّكم لا تؤمنون بالآب. ستهربون كلٌّ في طريقه، وتتركونني وحيداً. في الشَّدائد سيظهَر إيمانكم متزعزعاً، وخالياً مِن المَحَبَّة. ولكنّني لستُ وحدي في الموت، لأنَّ الآب معي."
هل ثمَّة تناقض بين عبارة يَسُوع الأخيرة وصرخته على الصَّلِيْب: "إلهي إلهي، لماذا تركتَني؟"؟ كلاَّ، لأنَّ الإله القُدُّوْس حجب وجهه عن الابن. ولكنَّ المَسِيْح آمن بحضور أبيه الدَّائم، وصرخ قائلاً: "إلهي إلهي، أنت تبقى إلهي. وأنا لن أتركك حتَّى وإن كنتُ لا أراك. بين يديك أستودع روحي." فإيمان المَسِيْح بأبوَّة الله تغلَّب على الدَّيْنُونَة العادلة الواقعة عليه لأجلنا. ومحبَّة الابن لأبيه أخمدت غضب الدَّيان الأزلي، ورجاؤه الدَّائم فتح الباب لنا كي نُدرك الآب. فلأجل موته بمشورة الآب، يحقُّ لنا أن نقول أعظم شهادةٍ كأولادٍ مطمئنِّين في بهجةٍ تامَّةٍ: "أنا لستُ وحدي، لأنَّ الآب معي".