Skip to content

Commentaries
Arabic
يوحنا
  
16:8وَمَتى جَاءَ ذَاكَ يُبَكِّتُ الْعَالَمَ عَلَى خَطِيئة وَعَلَى بِرٍّ وَعَلَى دَيْنُونَةٍ.9أَمَّا عَلَى خَطِيئة فَلأَنَّهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ بِي.10وَأَمَّا عَلَى بِرٍّ فَلأَنِّي ذَاهِبٌ إِلَى أَبِي وَلاَ تَرَوْنَنِي أَيْضاً.11وَأَمَّا عَلَى دَيْنُونَةٍ فَلأَنَّ رَئِيسَ هَذَا الْعَالَمِ قَدْ دِينَ.


الرُّوْح القُدُس قادرٌ على تعزية التَّلاَمِيْذ، لأنَّه يفتح أعين المؤمنين، ويدين قلوب غير المؤمنين، على أساس مبادئ شرعيَّة روحيَّة ثلاثة. فالرُّوْح القُدُس هو المحامي الإلهي الَّذي يُنفِّذ، في الكفاح ضدَّ الشَّيْطَان، المبادئ الإلهية الشَّرعية تنفيذاً حقَّاً. وخيرٌ لنا أن نُدرك وظائف مُحِقِّ الحَقِّ هذا.
1-يُعلِّمنا الرُّوْح القُدُس معنى الخطيئة ومقدارها، ويُحرِّك القلوب بسلطانه. فقبل مجيء المَسِيْح الأوَّل، كانت الخطيئة هي تجاوز وصايا وحقوق النَّاموس، وعدم تنفيذ مشيئة الله، الأمر الَّذي يُعتبَر في السَّماء بمثابة ثورة، وعصيان، وعدم ثقة، وعدم محبَّة، وحياة بدون الله وضدّه. فالخطايا الأدبيَّة والاجتماعيَّة والرُّوحِيّة كلُّها اعتُبِرَت تعدِّياً على جلال الله.
ولكن بعد موت المَسِيْح، تغيَّر معنى الخطيئة مِن أساسه. فمنذ الصَّلِيْب لم توجد أيُّ خَطِيئة في العالم بعد، لأنَّ يَسُوع رفع خطايا العالم كلّها وكفَّر عنها. ولكن بقي شيءٌ واحدٌ فقط يُعتبَر الخطيئة الوحيدة الَّتي يمكن أن يرتكبها الإنسان، وهذه الخطيئة هي عدم قبول المَسِيْح مُخلِّصاً شخصيّاً، لأنَّ معنى ذلك رفض نعمة الله المُنجِّية. فمَن يُهمل غفران خطاياه المجاني يُجدِّف على القُدُّوْس. ومَن لا يؤمن أنَّ الله هو الآب وأنَّ المَسِيْح هو ابن الله يُجدِّف على الثَّالُوْث الأَقْدَس، فيُصبح بذلك عدوّاً لله.
الله محبَّةٌ، ومَن يرفض محبَّته الظاهرة في المَسِيْح، يرتكب الخطيئة الأساسيَّة الهائلة، وينفصل تلقائيّاً عن الخلاص. فعدم الإيمان بالمَسِيْح هو اليوم خَطِيئة الكفر الَّتي يرتكبها كلّ رافضٍ للمَسِيْح، فتنهال خطايا هذا الكافر الَّتي غُفرت له كلُّها عليه، ويصير مستوجباً دينونة الله له شخصيّاً نتيجة عدم إيمانه بنعمة المَسِيْح.
2- أكمل المَسِيْح على الصَّلِيْب خلاص العالم. فحقيقة الخلاص الموضوعية ثابتةٌ لا تتزعزع. فليس على المَسِيْح أن يموت مرَّةً أخرى، طالما أنَّه قد غفر لجميع النَّاس جميع ذنوبهم على مرَّ العصور. فتبرَّر الجميع مجَّاناً بالنِّعمة في دم يَسُوع المَسِيْح. فيَسُوع هو رَئِيْس الكَهَنَة الحَقِيْقِيّ، وخدمته مؤلَّفةٌ مِن ثلاث مراحل: أوَّلاً قتل الذَّبيحة وحرقها. وثانياً تقديم الدَّم إلى قدس الأقداس الَّذي يعني ممارسة الكفارة أمام الله. وثالثاً وضع البركة على جماهير المؤمنين المنتظرين البركة.
وهكذا صعد المَسِيْح إلى الله، ويُقدِّم اليوم دمه، ويُحقِّق البرَّ الَّذي كسبه على الصَّلِيْب أمام عرش الله العَظِيْم. ونتيجةً لهذا التَّقديم يسكب علينا بركة الرُّوْح القُدُس، ليؤكِّد هذا الروح لنا أنَّنا أبرار صالحون. فقيامة المَسِيْح وصعوده إلى السَّماء أكملا تبريرنا المتمم على الصَّلِيْب. فلولا ذهاب المَسِيْح إلى الآب لما تحقَّق البرُّ فينا عمليّاً.
3-لم يرَ المَسِيْح معنى دينونة العالم في رمي الكُفَّار في لهيب جهنَّم فحسب، بل إنَّه يرى اكتمال هذه الدَّيْنُونَة في القضاء نهائياً على الشَّيْطَان وإبادته. فهو الَّذي جذب النَّاس مِن شركة محبة الله، وقيَّدهم بقيود عبودية البغضاء، وجعل منهم أولاداً لإبليس مملوئين بروح إبليس. فالمَسِيْح بوجوده على الأرض وسيرته في الوداعة والتواضع، دان استكبار الخبيث. وهو باستيداعه روحَه في يدَي الآب في تحمُّل دَينونتنا، غلب بأس الشَّيْطَان. فحقَّق الظَّفر والغلبة والانتصار. أَمَّا نحن، فنعيش في زمن تنفيذ هذا الانتصار، ونضرع إلى الآب قائلين: "لا تُدْخلنا في تجربة، لكنْ نجِّنا مِن الشِّرير" مختبرين في حمايتنا وضماننا نتائج انتصار المَسِيْح.

الصَّلَاة
نشكرك أَيُّهَا الرَّبُّ يَسُوع، لأنَّك جاهدتَ الجهاد الحسَن، وثبتَّ أمِيْناً في التَّواضع والمَحَبَّة والرَّجاء. ونشكرك لأنَّك تقدَّمت إلى الآب وأكملتَ تبريرَنا. ونهتف حامدين متهلِّلين، لأنَّك وضعتَ بركة ذبيحتك بواسطة الرُّوْح القُدُس فينا، ولم تعتبرنا خطاةً بعد، لأنَّنا مؤمنون بك. احفظنا في محبَّة برِّك، كيلا يتمكَّن العدوُّ الشِّرير مِنَّا. ونجِّنا مِن الشَّيْطَان، كي يأتي مَلَكُوْتك، ويتقدَّس اسم الآب في جميع أنحاء العالم.
السُّؤَال
ما الَّذي يعمله الرُّوْح القُدُس في العالم؟