Skip to content

Commentaries
Arabic
يوحنا
  
17:1مَجِّدِ ابْنَكَ لِيُمَجِّدَكَ ابْنُكَ أَيْضاً.2إِذْ أَعْطَيْتَهُ سُلْطَاناً عَلَى كُلِّ جَسَدٍ لِيُعْطِيَ حَيَاةً أَبَدِيّةً لِكُلِّ مَنْ أَعْطَيْتَهُ.


يظنُّ كثيرٌ مِن النَّاس أنَّ الكلمة "مجد" تعني البهاء والجلال والنُّور السَّاطع. ولكنَّ يَسُوع اعترف أنَّ محبَّته المضحِّية هي جوهر المجد، ولب كيانه الإلهي، وطلب إلى أبيه أن يحفظه في محبَّته أثناء صلبه في عواصف الأوجاع والمخاوف، فلا تفسد خَطِيئة ما ذبيحته الفريدة، بل تُشرق محبَّته الإلهية بكلِّ ضيائها في المصلوب. فقد أخلى ابن الله هيئته النُّورانية الأصلية في السَّماء، وصار إنساناً حقيراً، مستعدّاً للتَّضحية بنفسه لأجل العصاة المجرمين، كي يتبرَّروا بموته. فهذه المَحَبَّة الباذلة نفسها هي صميم مجد الابن. لقد طلب يَسُوع القوَّة مِن أبيه كي لا يفشل في ذبيحة ذاته، بل يُحقِّقها بكلِّ قداسةٍ، فينتصر في ضعفه.
ولم يخشَ أن يقول، في الوقت نفسه، إنَّه لا يموت لذاته، بل لأجل تمجيد الآب، وإنَّه يعمل شيئاً لا يستطيع أحدٌ سواه أن يعمله، بإعلانه مجد الآب على الصَّلِيْب، وتحقيق مصالحة البشر معه. فعندما تُغفر الخطيئة، تظهر محبَّة الله، ويُدعى الجميع إلى التَّبني. ينسكب الرُّوْح القُدُس على المؤمنين بالمَسِيْح، حتَّى يمجِّد الأولاد أباهم بواسطة سيرتهم الطَّاهرة. ولا يوجد تمجيد لاسم الآب أعظم مِن صيرورته أباً لأولادٍ كثيرين. ولذلك طلب يَسُوع في مستهلِّ صلاته إلى أبيه إكمال الفداء بولادة أولاد كثيرين بالروح والحق حمداً وتمجيداً لاسمه الأبوي.
وتابع الابن اعترافه الإلهي بأنَّ الآب قد أعطاه كلَّ سلطانٍ على جميع المولودين مِن امرأةٍ. فالمَسِيْح هو الإله الحق الخالق والفادي والمُكمّل، وهو ربُّنا ومالكنا وديَّاننا، ونحن له. وأمامه نحن مذنبون. ولكنَّه هو رجاؤنا الحَقِيْقِيّ. والله لم يُعطِ ابنه السُّلطان على الجسديين الفانين ليدينهم ويبيدهم، بل لِيُخلِّصهم ويهديهم. فهدف مجيء المَسِيْح هو أن ينال كلُّ مَن يؤمِن به الحياة الأَبَدِيّة، ولا يكون للموت سلطانٌ عليه فيما بعد. وقد غفر المَسِيْح على الصَّلِيْب ذنوب جميع النَّاس. ففريقٌ قليلٌ يستجيب لهذا الخلاص المُعَد، فينال الحياة الأَبَدِيّة. والمؤمنون هم النُّخبة المختارة الَّتي تؤمن بالآب والابن والرُّوْح القُدُس، وتثبت في خلاص المَسِيْح بحمد. وفي هؤلاء المؤمنين يحلُّ الروح الإلهي. وكيانهم الجديد هو معجزة عصرنا الَّتي تُمجِّد اسم الآب.