Skip to content

Commentaries
Arabic
يوحنا
  
أوَّلاً: الأحداثُ التي وقعَتْ بدءاً بالقبض على يَسُوع وانتهاءً بدفنه
(يوحنّا 18: 1- 19: 42)

1- القبض على يَسُوع في البُستان
(يوحنّا 18: 1-14)
الأَصْحَاْح الثَّامِن عشر: 1قَالَ يَسُوع هَذَا وَخَرَجَ مَعَ تَلاَمِيذِهِ إِلَى عَبْرِ وَادِي قَدْرُونَ حَيْثُ كَانَ بُسْتَانٌ دَخَلَهُ هُوَ وَتَلاَمِيذُهُ.2وَكَانَ يَهُوذَا مُسَلِّمُهُ يَعْرِفُ الْمَوْضِعَ. لأَِنَّ يَسُوع اجْتَمَعَ هُنَاكَ كَثِيراً مَعَ تَلاَمِيذِهِ.3فَأَخَذَ يَهُوذَا الْجُنْدَ وَخُدَّاماً مِنْ عِنْدِ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيْسِيِّيْنَ وَجَاءَ إِلَى هُنَاكَ بِمَشَاعِلَ وَمَصَابِيحَ وَسِلاَحٍ.


كلَّم يَسُوع أباه مصلِّياً، واستودع في يديه روحه، ورسله، وجميع أتباعه عبر القرون. وبهذه الصَّلاَة أكمل جميع أقواله وخدماته وصلواته. وبعدئذٍ دخل مرحلةً جديدةً مِن حياته في الآلام والضِّيقات، لِيُتمِّم وظيفته كحَمَل الله رافع خَطِيئة العالم.
دخل يَسُوع بستاناً مسوَّراً على جبل الزَّيتون، عبر وادي قدرون، حيث كانت معصرة زيتونٍ على الأغلب. وكان هذا البستان المخبأ والمأمن الَّذي كان الرَّبّ يلجأ إليه مع تلاميذه، وكثيراً ما نام فيه، ولكن ليس على فراشٍ وثيرٍ، بل على التُّراب كاللُّقَطاء والمشرَّدين.
وكان يهوذا على علمٍ بهذا المخبأ. فأخبر رؤساء الكهنة بمكمن يَسُوع واختبائه فيه، ففرحوا جدّاً، وجمعوا فوراً حرَّاس الهيكل وممثِّلي النَّامُوْسِيِّيْنَ. وإذ لم يكن يحقُّ لهم الخروج مسلَّحين ليلاً، إلاَّ بموافقة القوَّة الاستعماريّة الرومانيّة، أعلموا الوالي بقصدهم، فأرسل هذا معهم فرقةً مِن الجيش للحيلولة دون وقوع أيِّ مقاومةٍ مِن جهة يَسُوع وأتباعه، عند القبض على يَسُوع. ولم يكتفِ رؤساء المجلس اليهودي الأعلى بالإخبار الَّتي زوَّدهم يهوذا به، بل أجبروا الأخير على قيادة الحملة بنفسه سِرّاً، كيلا يتمكَّن يَسُوع مِن الهرب. فكان يهوذا بذلك خائنَ ربِّه ومُسلِّمَه في آنٍ واحدٍ معاً. حاشا لله أن يُشَبِّهَ ابنَه وكلمتَه وروحَه بخائنٍ، أو أن يتنكَّر لأهمِّ نبوَّات وحيه المقدَّس كي لا يَصلب ابنَه، فيَخدم بذلك مشيئة إبليس. وإنَّ كلَّ إنكارٍ لصَلب المَسِيْح هو تكذيبٌ لِوَحْيِ الله، وخِدمةٌ مجَّانيَّةٌ لإبليس.