Skip to content

Commentaries
Arabic
يوحنا
  
18:12ثُمَّ إِنَّ الْجُنْدَ وَالْقَائِدَ وَخُدَّامَ الْيَهُودِ قَبَضُوا عَلَى يَسُوع وَأَوْثَقُوهُ13وَمَضَوْا بِهِ إِلَى حَنَّان أَوَّلاً لأَِنَّهُ كَانَ حَمَا قَيَاْفَا الَّذِي كَانَ رَئِيساً لِلْكَهَنَةِ فِي تِلْكَ السَّنَةِ.14وَكَانَ قَيَاْفَا هُوَ الَّذِي أَشَارَ عَلَى الْيَهُودِ أَنَّهُ خَيْرٌ أَنْ يَمُوتَ إِنْسَانٌ وَاحِدٌ عَنِ الشَّعْبِ.


لم يكن اليهود وحدهم هم الَّذين قبضوا على يَسُوع، بل تقدَّم الضابط الروماني بجنده أيضاً إلى ابن الله، بعدما ولَّى التَّلاَمِيْذ الأدبار. أمَّا يَسُوع الرَّبّ قاهر الموت والشَّيَاطِيْن الَّذي هدَّأ العاصفة، وشفى المرضى، وغفر الذُّنوب، فاحتمل القيود بوداعةٍ. صار الحرُّ أسيراً، والرَّبّ مقيَّداً، لأجلنا نحن وبسبب خطايانا القبيحة. وكان تقييده بمثابة خطوةٍ إلى أسفل نحو اتضاعه إلى أدنى درجةٍ على الصَّلِيْب.
كان حنانيا رَئِيْس الكَهَنَة مِن عام 6 إلى 15 م. وقد اختير لهذا المنصب طوال حياته. ولكنَّ السلطة الاستعماريَّة نحت هذا الرجل المشاكس عن كرسيِّه، ومن ثمَّ عزلت أبناءه الخمسة بالتتابع الَّذين اتَّصفوا بالمشاكسة والتَّحريض أيضاً كوالدهم. وأخيراً وجدوا قَيَاْفَا الثَّعلب، صهر حنان. وكان قَيَاْفَا هذا محامياً ماكراً استطاع أن يُساير بفتواه الماكرة مطالب النَّاموس (الشَّرِيْعَة) ومطالب الرومان. فكان أمكر الماكرين، وأكذب الكاذبين، ونبي الشَّيْطَان الَّذي نطق بنبوَّة مزيَّفة مِن الروح الشرير لأجل موت يَسُوع والتَّخلُّص منه لتبقى الأمَّة. فأصبحت المحاكمة أمام المجلس اليهودي الأعلى رواية مأساوية لإدانة المتهم بحكم مزيَّف ظاهره العدل والحقُّ، إرضاءً لأعضاء ذلك المجلس، بإقناعهم أنَّ قتله مستندٌ إلى محاكمة عادلة وأدلَّة ثابتة دامغة. لم يَروِ يوحنّا البشير أحداث جلستي المحاكمة الرَّئيسيَّتين الَّتي كانت معروفة في الكنائس آنذاك مِن الأناجيل الأخرى، بل سلَّط الضَّوء على التحقيق والاستجواب اللذين أُجريا مع يَسُوع قبل محاكمته أمام قَيَاْفَا رئيس عشيرة رؤساء الكهنة، الَّذي كان لا يزال المؤثِّر الفعلي في تحرُّكات البلاد. وقد أمر قَيَاْفَا بإحالة يَسُوع على حنان للاستجواب الأوّلي، كبادرة احترام لحميه.