Skip to content

Commentaries
Arabic
يوحنا
  
18:33ثُمَّ دَخَلَ بِيلاَطُسُ أَيْضاً إِلَى دَارِ الْوِلاَيَةِ وَدَعَا يَسُوع وَقَالَ لَهُ أَنْتَ مَلِكُ الْيَهُودِ.34أَجَابَهُ يَسُوع أَمِنْ ذَاتِكَ تَقُولُ هَذَا أَمْ آخَرُونَ قَالُوا لَكَ عَنِّي.35أَجَابَهُ بِيلاَطُسُ أَلَعَلِّي أَنَا يَهُودِيٌّ. أُمَّتُكَ وَرُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ أَسْلَمُوكَ إِلَيَّ. مَاذَا فَعَلْتَ.36أَجَابَ يَسُوع مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ. لَوْ كَانَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هَذَا الْعَالَمِ لَكَانَ خُدَّامِي يُجَاهِدُونَ لِكَيْ لاَ أُسَلَّمَ إِلَى الْيَهُودِ. وَلَكِنِ الآنَ لَيْسَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هُنَا.


وضع الجند يَسُوع داخل الثّكنة. وبعد أن سمع بيلاطس اتِّهام اليهود، أراد أن يسمع دفاع يَسُوع مباشرةًً مِن فمه، لأنَّه لم يُصدِّق أقوال اليهود، ولكن استكمالاً للإجراءات القانونية، سأل يَسُوع قائلاً: "هل أنت ملك اليهود؟ لقد رأيتُ مُسحاء آخرين بأسلحةٍ ولحى وعيون جاحظة وأشكال غريبة مرعبة. أمَّا أنت فلا تبدو عليك سمات المقاوم أو الفدائي، بل سمات المسكين الوديع المتواضع. فكيف تبتغي أن تكون ملكاً، والملك يحتاج إلى سلطة وقوَّةٍ ونفوذٍ وقسوَّةٍ فائقةٍ؟"
وشعر يَسُوع أنَّ بيلاطس لم يُصدِّق أنَّه ملكٌ، فسأله: "هل أخبرك جنودك بأنَّ تلاميذي وأفراد فرقتك تحاربوا في اللَّيل، أو هل سمعني مُخبروك ألقي خطباً سياسيَّةً، أم إنَّ سؤالك مبنيٌّ على أكاذيب اليهود فحسب؟ يجب على الوالي ألاَّ يُصغي إلى التُّهم الكاذبة."
فأجابه بيلاطس مغتاظاً: "وهل أنا يهوديٌّ؟" وكأنَّه شاء أن يقول ليَسُوع: "أنا لا أهبط إلى مستوى هؤلاء المتعصِّبين المعاندين، الَّذين يتجادلون في مسائل دينيَّةٍ ليلاً نهاراً؛ كما أنني لا أعيش في بيئتهم القذرة رغم وضوءاتهم المتواصلة. فقد سحَبتُ الماء إلى أورشليم بقناةٍ طويلةٍ وجسورٍ فخمةٍ لأُدخل النَّظافة إلى اليهود. ولكنَّهم يكذبون ويراؤون ويخونون بعضهم بعضاً. ليست ثمَّة بسالةٌ ولا رجولةٌ في هذه البلاد".
وهكذا اعترف بيلاطس أنَّه لم يكن هو الَّذي قبض على يَسُوع وأسلمه للموت، بل شعب يَسُوع اليهودي نفسه، وزعماؤه الوطنيون. وأخيراً قطع بيلاطس حبل أفكاره ليسأل يَسُوع بإيجازٍ: "ماذا فعلتَ؟ أريد جواباً منك كي أردَّ على المشتكين عليك. تكلَّم وإلاَّ جلَدتُك. قُل الحقيقة كاملةً".
عندئذٍ اعترف يَسُوع بالحقيقة كاملةً على نحوٍ لم يقُله لتلاميذه إلاَّ نادراً، فقال إنَّ مَلَكُوْت الله هو مَلَكُوْته الخاص، وهو ليس مبنيّاً على جزية تُدفَع، ولا على أسلحة للقتل، ولا على وظائف للاستغلال. ومَلَكُوْت المَسِيْح لا يزول كالممالك الأخرى. فيَسُوع علَّم تلاميذه ألاَّ يضربوا بالسَّيف، أو يُطلقوا الرَّصاص، أو يُلقوا القنابل، لأنَّ مَلَكُوْته يختلف كلَّ الاختلاف عن جميع ممالك الدُّنيا.