Skip to content

Commentaries
Arabic
يوحنا
  
19:39وَجَاءَ أَيْضاً نِيْقُودِيْمُوس الَّذي أَتَى أَوَّلاً إِلَى يَسُوع لَيْلاً وَهُوَ حَامِلٌ مَزِيجَ مُرٍّ وَعُودٍ نَحْوَ مِئَةِ مَناً.40فَأَخَذَا جَسَدَ يَسُوع وَلَفَّاهُ بِأَكْفَانٍ مَعَ الأَطْيَابِ كَمَا لِلْيَهُودِ عَادَةٌ أَنْ يُكَفِّنُوا.41وَكَانَ فِي الْمَوْضِعِ الَّذي صُلِبَ فِيهِ بُسْتَانٌ وَفِي الْبُسْتَانِ قَبْرٌ جَدِيدٌ لَمْ يُوضَعْ فِيهِ أَحَدٌ قَطُّ.42فَهُنَاكَ وَضَعَا يَسُوع لِسَبَبِ اسْتِعْدَادِ الْيَهُودِ لأَِنَّ الْقَبْرَ كَانَ قَرِيباً


وفجأةً ظهر نِيْقُودِيْمُوس أمام الصَّلِيْب. وكان هذا هو المعترض الثَّانِي على حكم المجلس الأعلى، وكان قد اعترض سابقاً على القرار السِّري الَّذي اتَّخذه المجلس لقتل يَسُوع، طالباً مِن الأعضاء عقد جلسةٍ عادلةٍ لإظهار جميع الحقائق (يوحنّا 11: 44). حضر نِيْقُودِيْمُوس هذا إلى أمام صليب يَسُوع ومعه 32 كيلوغراماً مِن الطِّيب الغالي الثَّمَن، إضافةً إلى الأكفان والأربطة. وما إن حضر يوسف حتَّى بدأ الاثنان بإنزال جثمان يَسُوع عن الصَّلِيْب. فأخذا جسده ودهناه بالأطياب، كما جرت العادة عند موت الأمراء آنذاك، ولفَّاه بالأكفان. وكان عليهما إنجاز عملية الدَّفن قبل الساعة السَّادِسة مِن مساء الجمعة، أي قبل ابتداء يوم السبت الَّذي يُحرَّم فيه كلُّ عمل. فكان الوقت قصيراً، وقد سبَّب لهما الدَّفن تنجُّساً، بحسب عقيدة اليهود، وحالَ هذا بالتالي دون احتفالهما بالعيد الكبير الَّذي شاءا ألاَّ يشتركا في أفراحه، لأنَّهما كانا واثقَين بأنَّ يَسُوع قد قُتل ظلماً وبهتاناً، وأنَّ غضب الله لا بدَّ آتٍ على شعبهما وعلى مدينتهما.
لقد أرشد الله هذين الرَّجلَين إلى تمجيد ابنه الميت، كيلا يفنى في النَّار رمز جهنَّم، أو تفترسه بنات آوى، بل يتمّ الوعد العَظِيْم الَّذي في سفر إِشَعْيَاء (53: 9) بأنَّه يُدفَن عند غنيٍّ في قبرٍ لائقٍ. فكان نحت مثل هذه القبور مِن الصَّخر عملاً مرهقاً وباهظ التكاليف. وكان الوقت يكاد يُدرك هذين الرَّجلين، وهما يُنزلان جسد يَسُوع عن الصَّلِيْب. فلم يجد يوسف الرامي طريقة أفضل لتكريم يَسُوع مِن أن يهب له قبره الخاص قرب مكان الصلب، خارج أسوار المدينة. فوضعا جسد يَسُوع في قبر يوسف على بلاطةٍ بدون تابوتٍ، ملفوفاً بالأكفان والأطياب والعطور الَّتي أحضرها نِيْقُودِيْمُوس.
لقد مات يَسُوع حقّاً، وانتهت حياته على الأرض، وهو شابٌّ في الثَّالِثة والثلاثين مِن العمر. اغتاله حسد النَّامُوْسِيِّيْنَ وبغضة رؤساء اليهود الماكرين. ولكنَّ ابن الله لم يرضخ، بل تقدَّم إلى الموت بكلِّ عزمٍ متَّخذاً مِن موته وسيلةً لخلاص العالم. لقد وُلد ليموت، وهو القائل: "لَيْسَ لأَِحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هَذَا أَنْ يَضَعَ أَحَدٌ نَفْسَهُ لأَِجْلِ أَحِبَّائِهِ."

الصَّلَاة
الصَّلاَة: أَيُّهَا الرَّبُّ يَسُوع المَسِيْح، أشكرك لأنَّك متَّ لأجلنا، وأُحبُّك مع جميع المؤمنين، لأنَّ محبَّتك خلَّصَتنا مِن غضب الله، وثبَّتَتنا في وحدة الثَّالُوْث الأَقْدَس. أنا لستُ مستحقّاً القدوم إلى الله القُدُّوْس، ولكنَّ دمك الثَّمين طهَّرَني لأكون قدِّيساً إلى الأبد. اقبل حياتي شكراً لك، لكي أُعظِّم موتك بإرشاد الرُّوْح القُدُس، وأُخبر جميع النَّاس بأنَّهم مفديُّون لأجل صليبك.
السُّؤَال
ماذا نتعلَّم مِن دَفن يَسُوع؟