Skip to content

Commentaries
Arabic
يوحنا
  
2:18فَأَجَابَ الْيَهُودُ وَقَالُوا لَهُ أَيَّةَ آيَةٍ تُرِينَا حَتَّى تَفْعَلَ هَذَا.19أَجَابَ يَسُوع وَقَالَ لَهُمُ انْقُضُوا هَذَا الْهَيْكَلَ وَفِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أُقِيمُهُ.20فَقَالَ الْيَهُودُ فِي سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً بُنِيَ هَذَا الْهَيْكَلُ أَفَأَنْتَ فِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ تُقِيمُهُ.21وَأَمَّا هُوَ فَكَانَ يَقُولُ عَنْ هَيْكَلِ جَسَدِهِ.22فَلَمَّا قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ تَذَكَّرَ تَلاَمِيذُهُ أَنَّهُ قَالَ هَذَا فَآمَنُوا بِالْكِتَابِ وَالْكَلاَمِ الَّذي قَالَهُ يَسُوع


عَلِمَ الكهنة بتطهير الهيكل وولولَة الباعة، فاندفعوا إلى يَسُوع وسألوه: "مَن أعطاك الحقَّ لفعل هذا؟ مَن أرسلك؟ قدِّم لنا بُرهاناً مُقْنِعاً على سلطانك". لم يعترضوا على التِّطهير، وشعروا أنَّ يَسُوع لم يكن يتصرَّف بدافع مِن غضب بشري، بل مِن غيرة مقدَّسة على كرامة بيت الله، لإعادة روح العبادة الحَقِيْقِيّة إلى الجماهير. لكنهم أرادوا التَّثبُّت مِن الأسباب والدَّوافع الَّتي حرَّكَته. فأصبح يَسُوع عدوّاً في نظرهم، لأنَّه سعى إلى إصلاح المعبد بدون اللُّجوء إلى منظَّماتهم الكهنوتيَّة.
وبَّخهم يَسُوع على عبادتهم الزَّائفة، لأنَّهم فضَّلوا ضجيج جموع العابِدِين، وقوَّة المال على الهدوء في محضر الله. رأى يَسُوع ببصيرته خراب الهيكل نتيجة عبادتهم السَّطحيَّة وجهلهم. فليست الطُّقوس الدِّينية المُنظَّمة والحركات والتِّلاوات المُعيَّنَة مسبقاً هي الَّتي تُخلِّص الإنسان، بل تغيير القلوب في خلاص الله الحقّ.
كانت هذه الحضرة الإلهيَّة المُخلِّصة متجسِّدةً وواقفةً في وسطهم. فيَسُوع هو الهيكل الحَقِيْقِيّ. كان الله في المَسِيْح حاضراً هناك. قال لهم يَسُوع: "انقضوا هيكل جسدي، لأنَّكم لا تستطيعون أن تحتملوا غيرتي على الله. ستفعلون المستحيل وتهدمون هذا الهيكل، ولكنَّني سأقيم جسدي في ثلاثة أيام. سأقوم مِن القبر. ستقتلونَّني، ولكنَّني حيٌّ، لأنَّني الحياة نفسها، الله في الجسد. فلن تستطيعوا أن تقتلوني، حتَّى وإن متُّ". هكذا أعلن يَسُوع قيامته بكل وضوح، هذه القيامة الَّتي هي حتى يومنا هذا أعظم معجزاته.
لم يفهم الموفَدون مِن رَئِيْس الكَهَنَة مَثَلَ يَسُوع عن الهيكل. فتفرَّسوا في الأعمدة الرُّخاميَّة والقباب المطليَّة بالذَّهَب، وافترضوا أنَّ يَسُوع قد جدَّف على مسكن الله الَّذي بناه الملك هِيْرُوْدُس خلال 46 سنة. فهُم كانوا يتحدَّثون عن حجارة، أمَّا هو فكان يَعني جسده. وهذه المباحثات الجوهريَّة في مستهلِّ خدمته ظهرَت مرَّةً أُخرى للعيان في محاكمته أمام مجلس اليهود الأعلى "السنهدريم" على نحوٍ مُحرَّفٍ مِن قبل شهود كذبة. فبانَ أنَّ شعب العهد القديم بأكثريَّته لم يفهم العبادة الجديدة التي بدأها المَسِيْح.
وحتَّى التَّلاَمِيْذ لم يفهموا عمق معاني الدِّين الجديد، إلاَّ بعد موت يَسُوع وقيامته. وعندئذٍ أدركوا كيف كفَّر الابن عن خطايانا وقام، وأنَّه يبنينا اليوم ويَرصُّنا حجارةً حيَّةً في هيكله الرُّوحِيّ. فالرُّوْح القُدُس هو الَّذي نوَّر التَّلاَمِيْذ ليُدركوا في الأسفار القديمة معاني كلمات يَسُوع، فثبتوا في الإيمان، وأصبحوا معاً هيكل الله المقدَّس.

الصَّلَاة
أَيُّهَا الرَّبُّ يَسُوع، أنت مَسكن الله الحقّ، ونقطة التقاء الله بالخطاة. ساعِدنا على أن ننكسر كُلِّياً كي نُمارس في التَّوبة السُّجود، ونمتلئ بملئك لنُصبح معاً هيكلاً لروحك القُدُّوْس، ونُعظِّمك والآب بدون نهاية.
السُّؤَال
لماذا تقدَّم يَسُوع أوَّلاً إلى الهيكل وأخرج الباعة؟