Skip to content

Commentaries
Arabic
يوحنا
  
2- مباحثة يَسُوع مع نِيْقُودِيْمُوس
(يُوْحَنَّا 2: 23- 3: 21)

أ: مَيْل الشَّعب ليَسُوع
(يُوْحَنَّا 2: 23- 25)
2:23وَلَمَّا كَانَ فِي أُورُشَلِيمَ فِي عِيدِ الْفِصْحِ آمَنَ كَثِيرُونَ بِاسْمِهِ إِذْ رَأَوُا الآيَاتِ الَّتِي صَنَعَ.24لَكِنَّ يَسُوع لَمْ يَأْتَمِنْهُمْ عَلَى نَفْسِهِ لأَِنَّهُ كَانَ يَعْرِفُ الْجَمِيعَ.25وَلأَِنَّهُ لَمْ يَكُنْ مُحْتَاجاً أَنْ يَشْهَدَ أَحَدٌ عَنِ الإِنْسَانِ لأَِنَّهُ عَلِمَ مَا كَانَ فِي الإِنْسَانِ


أتت جماهير غفيرة في عيد الفصح إلى أورشليم مركز الحضارة، وهم يفكّرون جميعاً بالحَمَل الَّذي حَمَى آباءهم مِن دينونة الله. واشتركوا بأكل لحوم الذَّبائح كي تبقى فيهم ويَخلصوا بشركتها.
أمَّا يَسُوع الحَمَل المُعيَّن مِن الله، فأتى إلى أورشليم، وصنع آياتٍ كثيرةً؛ فظهرَت محبَّته وسلطانه. عندئذٍ انتبهت الجماهير إليه، وصار اسمه على كلِّ شفةٍ ولسان. فتهامسوا قائلين: "لعلَّه نبيٌّ، أو إِيْلِيَّا ساعي المَسِيْح، أو الممسوح نفسه!" ومال إليه كثيرون، وآمنوا بإرساله مِن الله.
ولكنَّ يَسُوع أبصر قلوبهم، ولم يختَرْ منهم أحداً للتَّلمذة، ولم يُعلن لهم سِرَّ مصدره. فلم يعرفوا ألوهيَّته، ولا غاية مجيئه. كان تفكير الجميع منحصراً بالأمور الدُّنيوية، فتمنَّوا التَّحرُّر مِن النِّير الروماني، والوظيفة اللائقة، ورغد العَيش؛ وبنَوا علاقتهم بالله على بِرِّهم الذَّاتي. فيَسُوع عرف جميع النَّاس، ولم يكن قلبٌ واحدٌ مستتراً أمام عينَيه. ولم يكُن واحدٌ منهم طالباً الله بحقٍّ. ولو أنَّ الجماهير طلبوا الله باستقامةٍ لاعتمدوا بواسطة المَعْمَدَان في الأردن، واعترفوا بخطاياهم، وتابوا توبةً نصوحاً. ولكنَّهم لم يشاؤوا أن يُنكروا أنفسهم، بل سَعَوا إلى نفخ أنانيتهم، الأمر المستحيل لدى الله وروحه القُدُّوْس.
هل تعلم أنَّ يَسُوع يعرف قلبك وتخيُّلاتك وصلواتك وخطاياك؟ هل تعلم أنَّ أعماقك مكشوفةٌ أمامه، وأنَّه يعرف أفكارك ومصادرها، ويُدرك اشتياقك إلى العِفَّة والبِر؟ فمَتى تنكسر لكبريائك، وتتوب، وترجع عن انتفاخك، ممتلئاً مِن الرُّوْح القُدُس؟