Skip to content

Commentaries
Arabic
يوحنا
  
20:14وَلَمَّا قَالَتْ هَذَا الْتَفَتَتْ إِلَى الْوَرَاءِ فَنَظَرَتْ يَسُوع وَاقِفاً وَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّهُ يَسُوع.15قَالَ لَهَا يَسُوع يَا امْرَأَةُ لِمَاذَا تَبْكِينَ. مَنْ تَطْلُبِينَ. فَظَنَّتْ تِلْكَ أَنَّهُ الْبُسْتَانِيُّ فَقَالَتْ لَهُ يَا سَيِّدُ إِنْ كُنْتَ أَنْتَ قَدْ حَمَلْتَهُ فَقُلْ لِي أَيْنَ وَضَعْتَهُ وَأَنَا آخُذُهُ.16قَالَ لَهَا يَسُوع يَا مَرْيَمُ. فَالْتَفَتَتْ تِلْكَ وَقَالَتْ لَهُ رَبُّونِي الَّذي تَفْسِيرُهُ يَا مُعَلِّمُ.


استجاب يَسُوع لصرخة المَجْدَلِيَّة. فبينما اكتفى الآخرون برؤية القبر الفارغ، وسماع إعلانات الملائكة، تاقت المَجْدَلِيَّة إلى رؤية يَسُوع وحده. فظهر يَسُوع إذ ذاك لها، واقفاً أمامها، ليس كملاك بثياب بيض برَّاقة، ولا كإله بهيٍّ ظافرٍ قُدُّوْس، بل كإنسانٍ عاديٍّ بدون هالة قداسةٍ حول رأسه. إذاً لم يفقد غالب الموت شخصيَّته البشرية، بل قام جسديّاً. فلم يفسد جسده في القبر الصَّخري، بل تغيَّر روحيّاً، وظهر دنيوياً، رغم روحانيَّته الأزليَّة.
كانت مريم حائرةً مضطربةً حتَّى إنها لم تُميِّز صوت يَسُوع، ولم تسمع ما قاله الملاكان. كانت تريد أن ترى يَسُوع، لا أن تسمع صوته فقط. فأخفقت في إدراك حضوره في تلك اللحظة، لأنَّ القلب الحزين لا يُدرك حضور يَسُوع معنا، ولا يسمع صوته الرَّقيق. لذلك فإنَّ كثيرين مِن الَّذين يطلبون الله الخالق لم يجدوه، لأنَّهم أحبوا عملية الطلب أكثر مِن المطلوب.
ولكنَّ يَسُوع عرف محبَّة مريم المقدَّسة، فاقتحم حواجز ألمها بكلماته الحنونة، ودعاها باسمها، مُظهراً أنَّه لم يكن البستاني، بل العليم الحكيم الرَّبّ نفسه. دعا مريم مثلما يدعو الرَّاعِي الصَّالِح خرافه الَّتي يعرفها بأسمائها، مانحاً إيَّاها الحياة الأَبَدِيّة. فالَّذي يُحبُّ يَسُوع يختبر محبَّته، وينال غفران خطاياه، وتعزية الرُّوْح القُدُس عندما يدعوه الرَّبُّ باسمه.
عرفت المَجْدَلِيَّة صوت ربها عندما دعاها باسمها، كما أطاع لِعَاْزَر صوت المَسِيْح عندما دعاه باسمه وهو في القبر. فهل تسمع صوت يَسُوع عندما يدعوك باسمك؟ وهل تُلبِّي دعوته، تاركاً وراءك جميع شكوكك وخطاياك، وتُقبل إليه؟
أجابت مريم يَسُوع بكلمةٍ واحدةٍ: "معلِّمي". والعبارة الَّتي استعملتها "ربُّوني" تعني العليم القدير. فكان لها الامتياز أن تتعلَّم في مدرسته، وأن يمنحها هو معرفته وقوَّته وحمايته وحياته الأَبَدِيّة. وجوابها أشبه بنداء البهجة الَّذي تُطلقه الكنيسة المنتظرة الَّتي بعد ترقُّبٍ طويل سترى ربَّها الآتي على السَّحاب، فتسجد له بخضوع وتحمده بتهلُّلٍ وتعظيمٍ.
لم تكن المَجْدَلِيَّة قدّيسةً في ذاتها، ولكنَّ ذِكْر اسمها على لسان يَسُوع قد قدَّسَها. فالمَسِيْح لم يرفضها، ولم يدنها. وهو لم ينتهرها لأجل عماها، بل أعلن لها جلاله، وأرشدها إلى مزيدٍ مِن الإيمان والتِّسليم الحق.

الصَّلَاة
أَيُّهَا الرَّبُّ يَسُوع المَسِيْح، نسجد لك لأنَّك استجبتَ لاشتياق المَجْدَلِيَّة بظهورك أمامها، وعزَّيتَ نفسها بحضورك. إننا ننتظرك يا ابن الله القُدُّوْس، ونلتمس منك نعمةً أن تدعونا بأسمائنا، ولا تتركنا في جموحنا الأعمى. كلمتك هي حياتنا. افتح آذاننا وقلوبنا لكلامك، وامنحنا الطاعة لنؤمن بك بفرحٍ.
السُّؤَال
لماذا لم توقف المَجْدَلِيَّة بحثها عن جسد يَسُوع حتَّى أعلن ذاته لها داعياً إيَّاها باسمها؟