Skip to content

Commentaries
Arabic
يوحنا
  
20:29قَالَ لَهُ يَسُوع لأَِنَّكَ رَأَيْتَنِي يَا تُومَا آمَنْتَ. طُوبَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَرَوْا


لا نعلم هل مدَّ توما إصبعه ولمس جروح يَسُوع، أم اكتفى بالنَّظر إليه. ولعلَّه قد خجل مِن عدم إيمانه، وفزع مِن جرأته المتشككة. وسمَّى الرَّبّ إيمان توما تصديقاً على أساس المشاهدة، لأنَّه يريد أن يخلق فينا إيماناً على درجةٍ أعلى، أي ثقة به وإيقاناً بكلمته بدون أن مشاهدته عياناً. فالَّذي يطلب أحلاماً ورؤى وظهوراتٍ إثباتاً لإيمانه وتقويةً له هو مبتدئٌ في الإيمان وغير ناضجٍ وقليل الثَّبات، ولو أنَّ يَسُوع ظهر لرسله الكرام في بعض الأحيان لتقوية إيمانهم في حالاتٍ حرجةٍ.
ويطوِّب يَسُوع جميع الَّذين يؤمنون به بدون مشاهدته، ويُباركهم بالسَّعادة. فالإيمان الحيُّ يُحرِّك في نفوسنا قوَّةً أكبر مِن تلك الَّتي تُحرِّكها الرُّؤى العابرة. وثقة الإنسان بكلمة الله تُكرم الله غير المنظور بأعلى درجةٍ مِن الإكرام والتَّبجيل.
منذ ظهورات المَسِيْح، والبشيرون والرُّسُل يكرزون لنا بأناجيلهم ورسائلهم. إنَّ قيامة المَسِيْح هي إعلانٌ لعصرٍ جديدٍ، تسود حياة الله فيه قلوب المؤمنين. فإيماننا ليس مجرَّد ثقةٍ وفكرٍ، بل هو حياةٌ وارتباطٌ بالمَسِيْح المقام مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ. وهذه هي معجزة عصرنا أنَّ ملايين النَّاس يؤمنون بيَسُوع دون أن يروه، لأنَّهم بالإيمان به اختبروا قوَّة حياته الأَبَدِيّة.
كثيرٌ من المؤمنين هم الَّذين فقدوا أملاكهم وأقرباءهم وحياتهم، لأنَّهم عرفوا الحقَّ بواسطة الإيمان بكلام المَسِيْح، هذا الإيمان الَّذي يفوق كلَّ عقلٍ. ويَسُوع يُكافئ هذه الثِّقة بكلمته وبرِّه وإحلال حياته في المؤمن. فإيماننا يشمل كياننا كلَّه، ويربطنا بيَسُوع مخلِّصنا.

الصَّلَاة
أَيُّهَا الرَّبُّ يَسُوع، أنت رئيس إيماننا ومُكمِّله، لأنَّك تُحبُّنا. وحقُّك يأتينا بكلمتك. أنا غبيٌّ وأعمىً، وعاجزٌ عن إدراك الحقائق الرُّوحِيّة، فنوِّر قلبي بكلمتك الزَّكية، كي أكرمك بإيمان الطِّفل الواثق بكلمة أبيه. إنِّي مؤمنٌ بأنَّك تُخلِّصني وتُخلِّص الكثيرين مِن أصدقائي، وتُحييهم، وتُثبِّتهم في إيمانٍ حيٍّ باسمك، كي ينالوا الحياة الأَبَدِيّة.
السُّؤَال
لماذا يُطوِّب يَسُوع المؤمنين به الَّذين لم يروه؟