Skip to content

Commentaries
Arabic
يوحنا
  
5- ظهور المَسِيْح على بحيرة طَبَرِيَّة
(يوحنّا 12: 1- 25)

أ: صيد السَّمَك العجيب
(يوحنّا 21: 1- 14)
الأَصْحَاْح الحادي والعشرون: 1بَعْدَ هَذَا أَظْهَرَ أَيْضاً يَسُوع نَفْسَهُ لِلتَّلاَمِيذِ عَلَى بَحْرِ طَبَرِيَّة. ظَهَرَ هَكَذَا.2كَانَ سِمْعَانُ بُطْرُس وَتُومَا الَّذي يُقَالُ لَهُ التَّوْأَمُ وَنَثَنَائِيْل الَّذي مِنْ قَانَا الْجَلِيلِ وَابْنَا زَبْدِي وَاثْنَانِ آخَرَانِ مِنْ تَلاَمِيذِهِ مَعَ بَعْضِهِمْ.3قَالَ لَهُمْ سِمْعَانُ بُطْرُس أَنَا أَذْهَبُ لأَِتَصَيَّدَ. قَالُوا لَهُ نَذْهَبُ نَحْنُ أَيْضاً مَعَكَ. فَخَرَجُوا وَدَخَلُوا السَّفِينَةَ لِلْوَقْتِ وَفِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ لَمْ يُمْسِكُوا شَيْئاً.


أوعز المَسِيْح لتلاميذه أن يذهبوا، بعد صلبه وقيامته، إلى الجليل وطنهم المتاخم لبحيرة طَبَرِيَّة. وشاء هو "راعيهم الصَّالِح" أن يسبقهم بدوره ويلتقيهم هناك. ولكنَّ محبَّته دفعته أن يَظهر لتلاميذه وهم لا يزالون في أورشليم ليُهدَّئ مِن روعهم، ويُطمئنهم. فوقف عشيَّة الأحد بعد عيد الفصح بينهم، وألقى عليهم سلامه الإلهي، وأرسلهم لتبشير العالم (مَرْقُس 15: 7؛ مَتّى 28: 10).
فهل ابتدأ التَّلاَمِيْذ، بعد هذا التفويض، باصطياد النَّاس، وتلبية أمر يَسُوع الَّذي أرسلهم كما أرسله الآب؟ هل غيَّرت معجزة قيامة يَسُوع مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ تفكيرهم، حتَّى لم يستطيعوا إلاَّ أن يُبشِّروا العالم بالحياة الأَبَدِيّة الظَّاهرة فيه؟ للأسف كلاَّ. فهم رجعوا إلى مهنتهم الأولى، صيد السَّمَك. وانقسموا إلى فرقاء، منهم مَن انفرد وحده، ومنهم مَن شارك بعض زملائه في مهنة الصيد. وكان بُطْرُس هو المقدام بين هؤلاء الَّذين ثبتوا في المشاركة. ولكنَّه لم يُرشدهم إلى طريق الكرازة بالإِنْجِيْل، بل إلى طريق كسب المعيشة.لم يسقط الخبز السماوي تلقائياً في أحضانهم، بل كان عليهم أن يعملوا إن هم أرادوا أن يأكلوا.
وفي عشيَّة أحد الأيام، قرَّر بُطْرُس الانطلاق إلى الصَّيد، ولم يُشاور رفقاءه بالذَّهاب معه، بل قام قائلاً: "إنِّي ذاهبٌ للصيد في البحيرة"، وترك للآخَرين أن يُقرِّروا هل يلحقون به أم لا. ولكنَّ هؤلاء لم يتركوه وحيداً، بل ساروا معه إلى الشَّاطئ، وركبوا الزَّورق، وجذَّفوا معاً إلى وسط البحيرة، وألقوا الشَّبكة مراراً في الأمواج، وتعبوا طوال اللَّيل، ولم يحصلوا على سمكةٍ واحدةٍ، وكأنَّ يداً عظيمةً قد منعَت السَّمك مِن دخول شبكتهم. فانكفأ الصيادون عن الصَّيد وقد أخذ التَّعب منهم كلَّ مأخذٍ، بعد أن أرهقوا أنفسهم باطلاً، نتيجة اندفاعهم في العمل بإرادتهم الخاصَّة، دون إرشاد الرَّبّ، ناسين قوله لهم: "بِدُونِي لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَفْعَلُوا شَيْئاً."