Skip to content

Commentaries
Arabic
يوحنا
  
21:16قَالَ لَهُ أَيْضاً ثَانِيَةً يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا أَتُحِبُّنِي. قَالَ لَهُ نَعَمْ يَا رَبُّ أَنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّكَ. قَالَ لَهُ ارْعَ غَنَمِي.


لم يترك يَسُوع زعيم الرُّسُل يمضي بسهولةٍ قبل أن يُثبِّته في المَحَبَّة والخدمة. فشدَّد عليه أن يُظهر مقاصده الدَّاخلية، واخترق بعينيه قلبَه، وسمَّاه للمرَّة الثَّانِية باسمه القديم، مبيِّناً له مِن جديدٍ طبيعته القديمة بغرورها وتسرُّعها في الخير والشَّر، وكأنَّه يُريد أن يقول له: "ألَم تُجبْني متسرِّعاً حين قلتَ بسهولةٍ: أحبُّك؟ أليسَت محبَّتك بشريَّةً ناقصةً؟ فهل تحبُّني حقّاً، أم تُحبُّ ذاتك؟ هل ميلك إليَّ طاهرٌ مخلصٌ كمحبَّة الله؟ وهل عندك استعدادٌ للانفتاح لروح الله ولمسيرته؟ هل محبَّتك عاطفيَّةٌ كالدُّخان المتبدِّد، أم هي إرادةٌ صادقةٌ وعملٌ مخلصٌ؟"
جال سؤال يَسُوع في رأس بُطْرُس وقلبه. وبعد أن فحص أعماقه لم يستطع إلاَّ أن يقول بكلِّ تواضعٍ ويقينٍ أمام الله: "أَيُّهَا الرَّبُّ، أنت العليم. أنت تعرفني، وتعرف حدودي وإمكانياتي. ومحبَّتي ليست مخفيَّةً عليك. إنِّي أحبُّك حقّاٌ، وأفضِّل بذل نفسي لأجلك طوعاً. لقد فشلتُ وسأفشل أيضاً. ولكنَّ محبَّتك قد أوقدَت فيَّ المَحَبَّة الَّتي لا تزول. فأنا أحبُّك حبّاً أَبَدِيّاً."
لم يُنكر يَسُوع هذه المَحَبَّة، ولم يمتدح قائلها، بل أعلن له: "كما تحبُّني أحبب هكذا أعضاء كنيستي البالغين. فرعايتهم ليست سهلةً، لأنَّ كثيراً منهم معاندون ومتردِّدون، ويذهبون في طرقٍ خاصَّةٍ لا تنفع. فهل تريد حمل خرافي الثَّقيلة على كتفيك فتتعب منها؟ أنت مسؤولٌ عن رعيَّتي. فهل تظنُّ أنَّك قادرٌ أن تكون راعياً لرعيَّتي الإلهية؟ ها أنا أجعلك راعياً لكنيستي".