Skip to content

Commentaries
Arabic
يوحنا
  
د: الشَّهادة ليوحنّا وإِنْجِيْله
(يوحنّا 21: 24- 25)
21:24هَذَا هُوَ التِّلْمِيذُ الَّذي يَشْهَدُ بِهَذَا وَكَتَبَ هَذَا. وَنَعْلَمُ أَنَّ شَهَادَتَهُ حَقٌّ.


لا نعلم هل كاتب الأَصْحَاْح الحادي والعشرين هو يوحنّا نفسه، أم قد كتبته جماعةٌ مِن التَّلاَمِيْذ، وأضافوه إلى الإِنْجِيْل الَّذي ذُيِّل بخاتمةٍ واضحةٍ في نهاية الأَصْحَاْح العشرين (30- 31).
نستنتج مِن أقوال مَن عُهِد إليهم إصدار إِنْجِيْل يوحنّا، أنَّهم شهدوا بحقائق أربع هامَّة:
1-أنَّ البشير يوحنّا كان حيّاً عند صدور إِنْجِيْله، ومعروفاً على نطاقٍ واسعٍ في الكنائس المتكلِّمة باللّغة اليونانية. فبقي تلميذاً ليَسُوع منذ أيَّام المَعْمَدَان وحتَّى صعود يَسُوع إلى السَّماء.
2-كان يوحنّا شاهداً عياناً ليَسُوع المَسِيْح، فسمع جميع كلماته الَّتي دوَّنها في إِنْجِيْله، وشاهد أَعْمَاله بأمِّ عينه. فهذا الإِنْجِيْل لم يكتبه أحد أعضاء الكنائس مِن مؤمني الجيل الثَّانِي، بل كتبه يوحنّا بنفسه، بصفته التلميذ المقرَّب والمحبوب مِن الرَّبِّ.
3-ربَّما كان يوحنّا غير قديرٍ في اللغة اليونانية الَّتي كتب بها الإِنْجِيْل، فأملى أفكاره السَّامية على أحد التَّلاَمِيْذ المتضلِّعين مِن اليونانية، فجاء النَّص مُحكَماً بمضمونه وفحواه، وأميناً في معناه، وثابتاً في حقائقه. وقد شهد المسؤولون عن إصدار هذا الإِنْجِيْل بصوتٍ واحدٍ أنَّ شهادة يوحنّا حقٌّ. وكانت شهادة هؤلاء ضروريَّةً، لأنَّ إِنْجِيْل يوحنّا تميَّز عن الأناجيل الثلاثة الأخرى الَّتي كانت منتشرةً في الكنائس آنذاك، في طول البلاد وعرضها، فذكر مِن أَعْمَال يَسُوع ومعجزاته وأقواله ما لم يذكره البشيرون الآخرون في أناجيلهم. فنشكر الله لأجل هذا الكنز الرُّوحِيّ الفريد الَّذي كتبه التلميذ الَّذي أحبَّه الرَّبُّ.
4-أعلن ناشرو هذا الإِنْجِيْل بالإجماع اختبارهم حقَّ المَسِيْح في حياتهم، وأنَّهم بقبولهم المَسِيْح قد نالوا السلطان ليصيروا أولاد الله المؤمنين باسمه. فحل الرُّوْح القُدُس فيهم، ومكَّنهم مِن تمييز الأرواح الشريرة. فعرفوا الحق مِن الباطل، لأنَّهم اختبروا الرُّوح المعزِّي الَّذي أرشدهم إِلَى جَمِيعِ الْحَقِّ.