Skip to content

Commentaries
Arabic
يوحنا
  
21:4وَلَمَّا كَانَ الصُّبْحُ وَقَفَ يَسُوع عَلَى الشَّاطِئِ. وَلَكِنَّ التَّلاَمِيْذ لَمْ يَكُونُوا يَعْلَمُونَ أَنَّهُ يَسُوع.5فَقَالَ لَهُمْ يَسُوع يَا غِلْمَانُ أَلَعَلَّ عِنْدَكُمْ إِدَاماً. أَجَابُوهُ لاَ.6فَقَالَ لَهُمْ أَلْقُوا الشَّبَكَةَ إِلَى جَانِبِ السَّفِينَةِ الأَيْمَنِ فَتَجِدُوا. فَأَلْقَوْا وَلَمْ يَعُودُوا يَقْدِرُونَ أَنْ يَجْذِبُوهَا مِنْ كَثْرَةِ السَّمَكِ.


لم يترك يَسُوع تلاميذه، على الرَّغم مِن انحرافهم إلى طرقهم الخاصَّة. فوقف على الشَّاطئ، وانتظر عودتهم مفكِّراً في عنادهم وجُبنهم وجهلهم وضعفهم. كان سهلاً عليه أن يقذف بالسَّمك إلى شبكتهم، ولكنَّه قصد أن يُعلِّمهم ويهزَّ ضمائرهم، كي يُدركوا أنَّهم لا يستطيعون أن يتصرَّفوا حسب أهوائهم بعد انتصاره العَظِيْم، ولا أن يعودوا إلى ممارسة مهنتهم الاعتياديَّة. فهم قد قطعوا عهداً معه، فصار هو شريكهم، وهم شركاءه. ولكنَّهم نسَوه في اهتمامات ومشاكل حياتهم اليومية، وتصرَّفوا كأنَّه غائبٌ وبعيدٌ عنهم.
وخاطبهم يَسُوع بالغلمان، ولم يقل لهم أيها الرُّسُل، أو التَّلاَمِيْذ. فهُم قد نَسَوا معظم ما قاله لهم، ولم يُطبِّقوا ما أوصاهم به. ورغم تصرُّفهم الخاطئ تواضع يَسُوع ولم ينتهرهم، بل طلب منهم شيئاً مِن الطَّعام، فكان عليهم أن يعترفوا له بمرارةٍ أنَّهم لم يصطادوا شيئاً، وأنَّ الله لم يكن معهم. وباختصارٍ اعترفوا بخطئهم.
لقد أتاهم يَسُوع في الصَّباح المشرق، بعد انبلاج ليل الحزن والشَّقاء، فأشرق برجائه عليهم وبعث فيهم الأمل والحياة. لم يقل لهم: "لا بأس إن لم تصطادوا"، أو "حاولوا مِن جديدٍ، لعلَّكم تصطادون شيئاً"، بل أمرهم قائلاً: "أَلْقُوا الشَّبَكَةَ إِلَى جَانِبِ السَّفِينَةِ الأَيْمَنِ فَتَجِدُوا" على الرَّغم مِن ابتعادهم كثيراً عن وسط البحيرة آنئذٍ، حتَّى إنَّهم باتوا على مقربةٍ مِن الشَّاطئ، حيث ينعدم وجود السَّمك عادةً. ولكنَّهم أطاعوا أمر يَسُوع الغريب، وألقوا الشَّبكة في الجانب الأيمن.
لقد رأى يَسُوع السَّمك السَّالك في عمق المياه، وعرف اتِّجاهه، مثلما يعرف اليوم أين هم المشتاقون إليه والراغبون في سماع كلمته. وهو إلى هؤلاء يرسلك. فلا يقول لك "اصطد جميع النَّاس بشبكتك"، بل "ألقِ شبكة الإِنْجِيْل في المكان الَّذي أُحدِّده أنا، فتجد نتيجة كلمتي العجيبة".
أطاع التَّلاَمِيْذ هذا الأمر الغريب، ولم يدركوا بعد أنَّ يَسُوع هو الحاضر بينهم، فظنُّوه شخصاً آخَر، ولعلَّه أشار إليهم بالتحية المتعارف عليها بين الصيادين. ولكنَّه ألقاها بوعدٍ أكيدٍ، حتَّى تشجَّعوا ورموا شبكتهم رغم تعبهم الشَّديد. فامتلأت الشَّبكة، حتَّى كادت تفلت مِن أيديهم مِن كثرة السَّمك؛ فاحتاجوا إلى طلب العون مِن زملائهم كي يتمكَّنوا مِن سحبها.
إنَّنا كثيراً ما نجد كنائس وإرساليات تُصرُّ بعنادٍ على الاصطياد في مكانٍ أو محيطٍ واحدٍ روتينيٍّ لا يتغيَّر، فلا يجدون سمكةً واحدةً، بل يفرِّطون بعنادهم بطاقاتهم ومواهبهم عبثاً؛ بينما نجد آخَرين يعملون بإرشاد الرَّبّ، فيصطادون حيث يُرشدهم هو، فتمتلئ شباكهم بصيدٍ كثيرٍ، حتَّى إنَّهم لا يستطيعون أن يحملوا شباكهم المملوءة وحدهم، فيحتاجون إلى زملاء أمناء آخَرين يُساعدونهم بمحبَّةٍ.

الصَّلَاة
أَيُّهَا الرَّبُّ يَسُوع المَسِيْح، اغفر لنا اهتمامنا بمعيشتنا أكثر مِن اهتمامنا بربح نفوسٍ لك. نشكرك لأنَّك تأتي إلينا وتفتقدنا، حتَّى وإن ضللنا السَّبيل، فتقودنا إلى الاعتراف بفشلنا. علِّمنا أن نطيع كلمتك، وأرشِدنا إلى النَّاس الَّذين يشتاقون إليك، وقُد هؤلاء إلى شبكة إِنْجِيْلك، كي يُصبحوا خاصَّتك إلى الأبَد.
السُّؤَال
لماذا كان الصَّيد الوافر مدعاةً لخجل التَّلاَمِيْذ؟