Skip to content

Commentaries
Arabic
يوحنا
  
الَّذي يُؤْمِنُ بِالاِبْنِ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيّةٌ. وَالَّذي لاَ يُؤْمِنُ بِالاِبْنِ لَنْ يَرَى حَيَاةً بَلْ يَمْكُثُ عَلَيْهِ غَضَبُ اللَّهِ


لخَّص البشير يُوْحَنَّا، بعد تعظيم يَسُوع، جميع شهاداته السَّابقة عنه، وعلَّمَنا القاعدة الخلاصيَّة: "الَّذي يُؤْمِنُ بِالاِبْنِ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيّةٌ". ففي هذه الجملة الصَّغيرة تجد الإِنْجِيْل كلَّه الَّذي يُخبرنا أنَّ يَسُوع هو الابن، وأنَّ الله أبوه. فمَن يقترب مِن وحدة المَحَبَّة هذه يقترب مِن محبَّة الله المعلنَة في الصَّلِيْب، ويثق بحَمَل الله مُدركاً أنَّه قد أزال أوساخنا. بهذا الارتباط الشَّاكر بالمَسِيْح نختبر تيَّار رحمته كحياة أَبَدِيّة. فالإيمان بالابن المصلوب ينقل حياته الحقَّة إلى نفوسنا. فلا تبتدئ الحياة الأَبَدِيّة بعد الموت، بل قد ابتدأت اليوم، لأنَّ الرُّوْح القُدُس يحلُّ في المؤمن بالابن. هذا الرُّوح هو الحياة.
أمَّا الَّذي لا يقبل كلام المَسِيْح، ويرفض بنوَّته وصليبه، فيَعصي الرُّوْح القُدُس، ولا يختبر حياة الله، ولا يجد ضميراً مرتاحاً، لأنَّ حياة العصاة مفعمةٌ بالخوف، والانفصال عن الله، والتَّمرُّد على جميع السُّلطات. فروح الرَّبّ لا يحلُّ في المُلحدين، بل الخطيئة تمتلك أجسادَهم. ومَن لا يَخضع ليَسُوع يُعارض الله نفسه، ماكثاً في الموت الرُّوحِيّ. فبدون الإيمان بالمَسِيْح لا ينال الإنسان الحياة الأَبَدِيّة. إنَّ جميع الأديان الَّتي تضادُّ عقيدة الابن وصليبه تتجنَّى على الحقيقة الَّتي أعلنها الله. ومَن رفض محبَّته، اختار غضبه.
يُعلن البشير يُوْحَنَّا مؤكِّداً موقف بولس الرَّسُول بأنَّ غَضَبَ اللهِ مُعْلَنٌ عَلَى جَمِيعِ فُجُورِ النَّاسِ وَإِثْمِهِمِ. فالجميع قد أخطأوا، وعارضوا الحقَّ بظلمهم، الأمر الَّذي يُغيظ القُدُّوْس. فمن الضروري أن نُدرك واقعنا بأنَّ غضب الله المُهلك مُنصَبٌّ على البشر. فهو يسمح بزيادة النَّسل، والجوع، والحروب الَّتي تنسلُّ كالأفاعي بينَّنا، مثلما انسلَّت الحيَّات المُحرقة بين صفوف الشَّعب المتمرِّد في البرِّية.
ولكن كما رفع موسى الحيَّة في البرِّية، هكذا أصبح المَسِيْح المصلوب رمزاً لخلاصنا مِن الغضب الإلهي. فتح الابن لنا عصر النِّعمة. ولكن كلّ إنسان أو مجتمع يحرف بصره عن الصَّلِيْب متعمِّداً يمكث في الدَّيْنُونَة، ويتغلّب إبليس عليه، فيظل هذا الملحد مضطرِباً في ذاته،لا سلام في داخله، شاعراً بالهلاك المُقبل عليه، فلا يعرف الحياة الحَقِيْقِيّة أبداً. إنَّ الإنسان بدون المَسِيْح هو حُطام إنسانٍ. فمَتى تبتدئ بالصَّلاَة لأجل أفرادٍ كي يؤمنوا بالابن فيخلصوا؟ مَتى تُكلِّم أصدقاءك بصبرٍ كي ينالوا حياة الله بواسطة شهادتك؟

الصَّلَاة
أَيُّهَا الرَّبُّ يَسُوع، نشكرك لمحبَّتك وحقِّك، ونسجد لك ملتمسين قلباً مطيعاً ثابتاً في الإيمان مُكرماً للآب. نُعلن بثقتنا بك أنَّك والآب واحدٌ. ارحم الَّذين يرفضونك جهلاً، وامنحهم شهادة كلمتك، وساعدنا على إيجاد مَن تُرسلنا إليهم لنُخبرهم عنك وعمَّا فعلتَه لأجلنا.
السُّؤَال
كيف ننال الحياة الأَبَدِيّة؟