Skip to content

Commentaries
Arabic
يوحنا
  
3:9أَجَابَ نِيْقُودِيْمُوس وَقَالَ لَهُ كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ هَذَا.10أَجَابَ يَسُوع وَقَالَ لَهُ أَنْتَ مُعَلِّمُ إِسْرَائِيلَ وَلَسْتَ تَعْلَمُ هَذَا.11اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ إِنَّنَا إِنَّمَا نَتَكَلَّمُ بِمَا نَعْلَمُ وَنَشْهَدُ بِمَا رَأَيْنَا وَلَسْتُمْ تَقْبَلُونَ شَهَادَتَنَا.12إِنْ كُنْتُ قُلْتُ لَكُمُ الأَرْضِيَّاتِ وَلَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ فَكَيْفَ تُؤْمِنُونَ إِنْ قُلْتُ لَكُمُ السَّمَاوِيَّاتِ.13وَلَيْسَ أَحَدٌ صَعِدَ إِلَى السَّمَاءِ إِلاَّ الَّذي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ ابْنُ الإِنْسَانِ الَّذي هُوَ فِي السَّمَاءِ


شعر نِيْقُودِيْمُوس، في توضيحات المَسِيْح، بشيءٍ مِن هبوب روح الله، ووافق في قلبه على الجذب الإلهي، ولكنَّ عقله لم يُدرك الحقيقة في الصَّميم، فتمتم قائلاً: "لا أعلم كيف تحدث ولادةٌ كهذه". ودلَّ قوله هذا على اعترافه بفشله. فأكمل يَسُوع متابعاً إرشاده قائلاً: "ها أنت معلِّمٌ محترَمٌ في شعبك، وقَد جئتَ إليَّ، بينما ظنَّ الآخَرون أنهم أذكى وأرفع مِن أن يتحدَّثوا إليَّ. فأنتَ أفضلهم. ولكن حتَّى أنت لا تشعر ولا تعلم بحقيقة ومقاصد الرُّوْح القُدُس، إنَّ جميع عباداتكم وقرابينكم واجتهاداتكم في حِفظ الشَّرِيْعَة باطلةٌ، لأنَّكم لا تعرفون أبسط مبادئ مَلَكُوْت الله. فبِرُّكم وتقواكم بشريَّان وليسا روحِيَّين على الإطلاق.
ونطق يَسُوع، للمرَّة الثَّالِثة، بالعبارة الهامَّة: "اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ". إنَّنا نَعلم كلَّما قرأنا هذه العبارة المؤيِّدة للحقِّ أنَّ المَسِيْح يقصد إعلاناً لوحيٍ بارزٍ جديدٍ. فيَسُوع لا يُكرِّر الكلمة "الحق" لعدم كفاية قولها مرَّةً واحدةً، بل لأنَّ عقولنا البشريَّة بطيئةٌ ومعاندةٌ، فيقدح حقَّه في عقولنا قدحاً.
ما هي المرحلة الجديدة في تعليم يَسُوع لنِيْقُودِيْمُوس؟ إنَّه ببلوغ المناقشة هذا الحدّ، انتقل مِن الكلام بصيغة المتكلِّم المفرد "أنا" إلى صيغة المتكلِّم الجمع "نحن". فهو يجمع نفسه مع صوت الرُّوْح القُدُس، لأنَّ يَسُوع والله واحدٌ أحدٌ، وهو كلمته المتجسِّدة. ويَسُوع يعرف أمراً لا يُدركه جميع النَّاس، ويشهد بأمورٍ رآها في شركة الروح. فينبغي أن نقبل شهادته، ونتمسَّك بها مؤمنين.
فما هو الأمر الَّذي عرفه يَسُوع أكثر مِن جميع النَّاس؟ لقد عرف اللهَ وسمَّاه أباه. إنَّ سِرَّ يَسُوع هذا لا يَدخل رؤوسنا المتعصِّبة بدون الرُّوْح القُدُس. فالمَسِيْح أتى مِن عند أبيه، ورجع إليه. نزل مِن السَّماء، وصعد إليها. والانفصال بين الله والبشر انتهى فيه، لأنَّ روح الله تجسَّد في يَسُوع، وغلب الانفصال عن الله. فالأزليُّ ليس إلهاً بعيداً عن خليقته، هائلاً، مخيفاً؛ بل هو إلهٌ قريبٌ لطيفٌ مُحِبٌّ. والعجيب أنَّ البشر لم يفهموا هذه الشَّهادة عن حقيقة الله، ولم يُدركوا الوحدة بين المولود مِن الروح وأبيه، لأنَّهم لا يُريدون أن يؤمنوا، كما لم يؤمنوا بأنَّهم خطاةٌ. فما أدركوا ضرورة التوبة عن خطاياهم الَّتي اقترفوها، ووجوب الوِلاَدَة الثَّانِية، بل توهَّموا أنَّهم صالحون وأذكياء. وكان الأولى أن يَعلموا أنَّهم لا يستطيعون إدراك وحدة الثَّالُوْث الأَقْدَس.

الصَّلَاة
أيُّها الآب والابن والرُّوْح القُدُس، نسجد لك لأنَّك في وحدة محبَّتك جدَّدتَنا وجعلتَنا أولاد حقِّك. ليت روحك يهبُّ فوقنا وفوق أُمَّتنا فيخلص كثيرون. إنَّك تُريد أن تَهُبَّ بروحك علينا، فَهُبّ واستخدِم صوتَنا في خدمتك لكي تعمَّ الشَّهادة عنك أنت الآب والابن والرُّوْح القُدُس، وتُصبح واضحةً في لغتنا، ويُولَد كثيرون ثانيةً.
السُّؤَال
ما هي علامات الوِلاَدَة الثَّانِية في المؤمنين؟