Skip to content

Commentaries
Arabic
يوحنا
  
5:14بَعْدَ ذَلِكَ وَجَدَهُ يَسُوع فِي الْهَيْكَلِ وَقَالَ لَهُ. فَلاَ تُخْطِئْ أَيْضاً لِئَلاَّ يَكُونَ لَكَ أَشَرُّ.15فَمَضَى الإِنْسَانُ وَأَخْبَرَ الْيَهُودَ أَنَّ يَسُوع هُوَ الَّذي أَبْرَأَهُ.16وَلِهَذَا كَانَ الْيَهُودُ يَطْرُدُونَ يَسُوع وَيَطْلُبُونَ أَنْ يَقْتُلُوهُ لأَِنَّهُ عَمِلَ هَذَا فِي سَبْتٍ.


فتَّش يَسُوع عن المعافَى لِيُكمل شفاءه بتحريره مِن خطاياه، فوجدَه في الهيكل يُسبِّح الله لشفائه. وكان فزعاً وفرحاً في الوقت نفسه حين رأى يَسُوع. ولا نعلم ما هي العبارات الَّتي شكر المَسِيْح بها، ولكنَّنا نعلم العبارات الثلاث الَّتي قالها يَسُوع له:
1- هَا أَنْتَ قَدْ بَرِئْتَ، فأَدرِك عُمق الأعجوبة الَّتي حصلَت لك. لقد كنتَ مُقعَداً ثمان وثلاثين سنةً. والعمل الَّذي تمَّ فيك ليس إنسانياً بل إلهياً، والَّذي عمل فيك ليس إنساناً بل هو الله المتجسِّد نفسه. فافتح عيني قلبك، وأصْغِ إلى صوت الرُّوْح القُدُس، فتعرفني أنا الواقف أمامك.
2- وتعرف أيضاً خطاياك، لأنَّ حياتك بدون الله وضدَّه قد سبَّبَت عجزك. إنَّ شَرَّك كلَّه مكشوفٌ أمامي. وبجريان الشِّفاء إليك قد غفَرتُ لك خطاياك السَّابقة، وشفَيتُك مِن سبب المرض أيضاً.
ولكي يتمَّ الشِّفاء في أعماق الرجل، طلب يَسُوع منه العزم والطاعة، حتَّى لا يُخطئ فيما بعد. والحصول على مغفرة الخطايا يتطلَّب القرار ألاَّ نعود إلى الخطيئة نفسها. ومَن يَقبل أمر يَسُوع هذا، وكلمته القادرة، ويَندمْ على خطاياه متألِّماً، يَنَلْ قوَّةً إلهيَّةً مِن أمر المَسِيْح، فيُمكنه التَّغلُّب على الخطيئة بعَون الرَّبّ. ويَسُوع لا يطلب شيئاً مستحيلاً مِنَّا، بل يُعطينا مِن روحه القُدُّوْس لكي تَغلب قوَّة الله جسَدنا وبُغضتَنا، وروح الحقِّ يُمكِّنُنا مِن ألاَّ نكذب أو نخطئ فيما بعد.
3- مَن يُخطئ عمداً، ويضادّ كلمة المَسِيْح، يسقط مِن النِّعمة، ويرجع إلى خطايا أوسَخ. فتكون الأمراض والمصائب بعضَ المرَّات ضرباتٍ مِن محبَّة الله حتَّى نتوب إليه. ويكون الغنى والرَّفاه أحياناً قصاصاً مِن الله على قساوة قلوبنا، فيُصبح الإنسان شيطاناً نهايته الهلاك. فلا تُسايِر خَطِيئة ما في حياتك، بل اعترف أمام يَسُوع بقيودك، واطلب إليه أن يُحرِّرك حقّاً. لا تبقَ مُحايداً بين يَسُوع وخطيئَتك، كيلا تسقط فريسةً لها. حطِّم ميولك الرَّديئة، وتعاهَد مع شخص المخلِّص، فهو وحده القادر أن يُخلِّصك إلى التَّمام.
والعجيب أنَّ المُعافى، بعد سماعه نصيحة يَسُوع هذه، هرع إلى اليهود، وأخبرهم أنَّ النَّاصِرِيّ هو الَّذي شفاه وأضلَّه عن وصيَّة السَّبت. ورُبَّما أجبره المسؤولون مِن النَّامُوْسِيِّيْنَ أن يتجسَّس على يَسُوع حتَّى يتمكَّنوا مِن القبض عليه.
لم تكن كراهية الكهنة ليَسُوع، بعد تطهيره الهيكل، أشدَّ مِن حقد الفَرِّيْسِيِّيْنَ عليه بعد شفائه الرَّجل في السَّبت. فقد طعن بِرَّهم المرائي في الصَّميم، لأنَّه أراهم أنَّ إنشاء البِرِّ لا يتمُّ بحفظ الوصايا بطريقةٍ أنانيَّةٍ، بل إنَّ الله قد طلب منهم الرَّأفة والمَحَبَّة لا غير. فكلُّ قداسةٍ بدون محبَّةٍ هي كذبٌ. والله يُريد مِنَّا الرَّحمة، وليس الطُّقوس الميتة، ولا الشَّرائع المُميتة.
نحمد الله لأنَّ يَسُوع حرَّرنا مِن آلاف الأحكام النَّاموسيَّة، ومنَحَنا محبَّته كوصيَّةٍ وحيدةٍ. فبسبب تحريره المؤمنينَ مِن كابوس الشَّرِيْعَة (النَّاموس)، شنَّ عليه الفَرِّيْسِيُّوْنَ حرباً شعواء، واضطهدوه بصرامةٍ وضراوةٍ.

الصَّلَاة
أَيُّهَا الرَّبُّ يَسُوع، نسجد لك لأنَّك حرَّرتَنا مِن التَّقوى الكاذبة، وأطلقتَنا للقيام بأَعْمَال المَحَبَّة. أعطِنا ألاَّ نعيش لإنشاء برِّنا نحن فقط، بل أن نتحنَّن على المساكين والمحتقَرين والضَّالين. امنحنا بصيرة محبَّتك، واغفر لنا إدانتنا للآخَرين.
السُّؤَال
لماذا اضطهد اليهودُ يَسُوع؟