Skip to content

Commentaries
Arabic
يوحنا
  
5:19فَقَالَ يَسُوع لَهُمُ الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ لاَ يَقْدِرُ الاِبْنُ أَنْ يَعْمَلَ مِنْ نَفْسِهِ شَيْئاً إِلاَّ مَا يَنْظُرُ الآبَ يَعْمَلُ. لأَِنْ مَهْمَا عَمِلَ ذَاكَ فَهَذَا يَعْمَلُهُ الاِبْنُ كَذَلِكَ.20لأَِنَّ الآبَ يُحِبُّ الاِبْنَ وَيُرِيهِ جَمِيعَ مَا هُوَ يَعْمَلُهُ. وَسَيُرِيهِ أَعْمَالاً أَعْظَمَ مِنْ هَذِهِ لِتَتَعَجَّبُوا أَنْتُمْ.


ردَّ يَسُوع على حقد اليهود بمحبَّةٍ فائقةٍ، وواجه بغضتهم النَّاموسيَّة بعظمة عمل محبَّة الله. أجل! الابن يَعمل كما يعمل الآب. فيَسُوع لا يعمل لنفسه، لأنَّ وحدته بالله متينةٌ وحميمةٌ كما يقف الولد إلى جانب أبيه، فينظر إلى أبيه كيف يعمل، فيعمل مثله تماماً. هكذا تواضع الابن ودفع المجد كلَّه إلى أبيه. فهو لا يشاء أن يعمل شيئاً مِن تلقاء نفسه. قال يَسُوع في تواضعه إنَّه لا يستطيع أن يعمل شيئاً، لأنَّه لم يكن مستكبراً قط، فأكرم أباه. ليتنا نُدرك أنَّنا عبيدٌ بطَّالون مدعوُّون لتقديس اسم أبينا مثلما فعل يَسُوع.
وإذ تواضع يَسُوع جدّاً، ولم يعمل شيئاً مِن نفسه، حصل على السُّلطان أن يعمل الأَعْمَال نفسها كالله. فجميع صفات الآب وأسمائه وأَعْمَاله، هي نفسها صفات يَسُوع وأسماؤه وأَعْمَاله، لأنَّه إلهٌ حقٌّ أزليٌّ قديرٌ مُحِبٌّ ومجيدٌ. ووحدته بالآب تامَّةٌ.
والله الآب يُحبُّ المَسِيْح لإنكاره نفسه، فهو لا يخفي شيئاً عن ابنه، ولا يَعمل شيئاً بدونه، بل يُشركه في جميع حقوقه وقواه وخططه وأَعْمَاله إشراكاً تامّاً. نقرأ في كلمات المَسِيْح هذه أوضح بيانٍ لوحدة الثَّالُوْث الأَقْدَس، فهذا الثّالوث ليس شركة محبَّةٍ فقط، بل شركة عمل أيضاً؛ أي إنَّ الآب والابن والرُّوْح القُدُس يعمل كلَّ شيءٍ معاً. فإلهنا ليس جامداً أو نائماً، بل يعمل بكلِّيَّته لفدائنا. لذلك يجب علينا أن نتعزَّى بالمعرفة أنَّ الثَّالُوْث الأَقْدَس يعمل إلى المُنتهى، كي تنتهي كلُّ حربٍ وبغضاء وتعصُّب في العالم. فما أعظم الفَرق بين وحدة محبَّة الله العاملة وجمود الفِكر النَّاموسي!

الصَّلَاة
أبانا السَّماوي، نشكرك لأنَّك أرسلتَ ابنك إلينا، وأريتنا في أَعْمَاله ماذا تعمل، ومَن أنت. حرِّرنا مِن كل عمل ناموسي، لنختار أَعْمَال المَحَبَّة ونتوب مِن التَّعصب. نبتهل إليك مِن أجل العميان روحيّاً، كي يروا حرِّية محبَّتك، ويخضعوا لك بطاعةٍ ووداعة.
السُّؤَال
كيف يعمل الله مع ابنه، ولماذا؟