Skip to content

Commentaries
Arabic
يوحنا
  
5:25اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ تَأْتِي سَاعَةٌ وَهِيَ الآنَ حِينَ يَسْمَعُ الأَمْوَاتُ صَوْتَ ابْنِ اللَّهِ وَالسَّامِعُونَ يَحْيَوْنَ.26لأَِنَّهُ كَمَا أَنَّ الآبَ لَهُ حَيَاةٌ فِي ذَاتِهِ كَذَلِكَ أَعْطَى الاِبْنَ أَيْضاً أَنْ تَكُونَ لَهُ حَيَاةٌ فِي ذَاتِهِ.


يوضح يَسُوع بقوله: "اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ" أنَّه هو المَسِيْح الحقّ. وهو يُتمِّم جميع النبوات المتعلقة بمجيئه على نحو أعمق بكثير مِن تصوُّر أهل العهد القديم. فالمَسِيْح هو مقيم الموتى اليوم وغداً. جميع النَّاس أموات في خطاياهم وفاسدون. ولكنَّ يَسُوع هو الإنسان الوحيد القُدُّوْس، وابن الله المتجسِّد الَّذي غلب في جسده خطايانا، ليُشركنا في حياته بواسطة الإيمان. فمَن يُصغِ اليوم إلى إِنْجِيْل الخلاص، ويفهمه، ويتمسَّك بيَسُوع، ينَلْ حياة الله في جوهره.
منذ قيامة المَسِيْح، نَعلم أنَّ ديننا هو دِين الحياة، وليس دين الموت والدَّيْنُونَة. فيَسُوع يضع روح حياته في المستمعين إليه، والَّذين لا يفهمونه بعد، ولكنَّهم مشتاقون لفهم كلامه، فيخلق فيهم السَّمع الصَّحيح. وهكذا تتحقَّق فيهم عبارته العجيبة أنَّ الأموات في الذُّنوب يسمعون. فالأموات لا يستطيعون القيام والسَّمع مِن تلقاء أنفسهم، ولكنَّ المَسِيْح يخلق فينا الحياة والسَّمع معاً.
إنَّه لحقٌّ أن يتفتَّت جسدنا التُّرابي بسبب آثامنا. ولكنَّ الحياة الإلهية الموهوبة لنا تبقى إلى الأبد، كما قال يَسُوع: "أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا. وَكُلُّ مَنْ كَانَ حَيّاً وَآمَنَ بِي فَلَنْ يَمُوتَ إِلَى الأَبَدِ."
يستطيع المَسِيْح، كما الله، أن يُحيينا، لأنَّ الآب أعطاه ملء الحياة الأَبَدِيّة، كما هي موجودةٌ فيه. فالمَسِيْح يُشبه ينبوعاً غزيراً يتدفَّق منه ماء الحياة بدون توقُّفٍ أو انقطاعٍ. فمنه ننالُ نوراً فوق نورٍ، محبَّةً فوق محبَّةٍ، حقَّاً فوق حقٍّ، قوَّةً فوق قوَّةٍ. ولا يأتي مِن الابن فسادٌ، ولا ظلمةٌ، ولا نتنٌ؛ ولا تجري مِن قلبه أفكارٌ شرِّيرةٌ. فهو مملوءٌ محبَّةً، وحياته تنضح بصفات المَحَبَّة، كما ذكرها بولس في الأَصْحَاْح 13 مِن رسالته الأولى إلى كورنثوس: فهو متأنٍّ رفيقٌ، لا يحسد ولا يتفاخر، ولا ينتفخ ولا يُقبِّح، ولا يطلب ما لنفسه، ولا يحتدُّ، ولا يظنُّ السُّوء، ولا يفرح بالإثم، بل يفرح بالحقِّ، ويحتمل كلَّ شيءٍ، ويُصدِّق كلَّ شيءٍ، ويرجو كلَّ شيءٍ، ويصبر على كلِّ شيءٍ. محبَّة المَسِيْح لا تسقط أبداً، وهو يمنحنا إيَّاها بروحه، لنصبح نحن ينابيع حياةٍ.