Skip to content

Commentaries
Arabic
يوحنا
  
5:30أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئاً. كَمَا أَسْمَعُ أَدِينُ وَدَيْنُونَتِي عَادِلَةٌ لأَِنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذي أَرْسَلَنِي


يتولَّى المَسِيْح أعظم المهامّ كلِّها. فهو الدَّيَّان الأَبَدِيّ الَّذي يدين العالم كلَّه. كان المَسِيْح عالماً بهذا السُّلطان المُسلَّم إليه، ولكنَّه كان متواضعاً، بل في غاية التَّواضع، إذ قال: "أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئاً"، أي: "أنا لا أقدر أن أدين، أو أُحبَّ، أو أتنفَّس مِن تلقاء نفسي" مقدِّماً الإكرام كلَّه للآب.
كان يَسُوع على اتِّصالٍ دائمٍ بأبيه، فلم ينقطع هذا الخطّ الهاتفي ثانيةً واحدةً بينهما. وكان صوت الله يُخبره بنوعية الأرواح الَّتي تسكن الإنسان. فروح الله الَّذي يمحص العالم كلَّه يختبر قلبك، ويكشف أفكارك وسرائرك أمام جميع البشر. وهذا الرُّوح الحالُّ في يَسُوع يحكم عليك بدينونةٍ عادلةٍ. فطوبى لك إن اعترفتَ بخطاياك أمام الله، وقَبِلْتَ غُفران المصلوب، لأنَّك تجد اسمك مسجَّلاً في سِفْر الحياة. عندئذٍ يقول المَسِيْح لك كما لجميع المتبرِّرين: "تَعَالَوْا يَا مُبَارَكِي أَبِي رِثُوا الْمَلَكُوْت الْمُعَدَّ لَكُمْ مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ."
المَسِيْح هو الحقُّ، وهو لا يكذب ولا يخدع. هو العليم بأسرار القلوب، وبالعناصر الموروثة في دم الإنسان؛ فلا يحكم متسرِّعاً، بل يصبر وينتظر توبة الخاطئ. وقداسته تفصل الَّذين أصبحوا رحماء بواسطة رحمته عن الَّذين يرفضون روحه ويظلون مقسِّين قلوبهم. وكلمته الفاصلة لن تجد أيَّ معارضةٍ أو احتجاجٍ، لأنَّ حُكمه أَبَدِيّ إلهيٌّ نهائيٌّ.
لقد أرانا المَسِيْح وداعته إلى جانب تواضعه، حتَّى إنَّه لم يشأ تنفيذ مشيئته الخاصَّة، بل كان يسأل أباه في كلِّ شيءٍ ماذا يُريد. عَلِمَ أنَّ الله أرسله، فكان يسأله دائماً كما الخادم يسأل سيِّده ما هي رغباته. وهكذا أتمَّ المَسِيْح إرادة أبيه قولاً وفِعلاً وحتَّى على الصَّلِيْب، فصلَّى في السَّاعة الفاصلة قائلاً: "لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ." لذلك هو الدَّيان العادل الَّذي ينطق بأحكام الله كاملةً.
إنَّ قصد هذه العلاقات بين الأب وأبيه، الَّتي دوَّنها البشير يُوْحَنَّا، هو ترسيخنا في الإيمان بوحدة الثَّالُوْث الأَقْدَس. فسلطان إقامة النَّاس مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ هو مِن اختصاص الأب والابن بالتَّساوي. وقد أرى الله ابنه جميع أَعْمَاله، ولم يعمل شيئاً خفيةً عنه. فصوت المَسِيْح سيُقيم الموتى، لأنَّ المَسِيْح يملك مفاتيح الموت والهاوية.
إنَّ مِن العسير على الفكر أن يستوعب إيماننا. فإن لم تنسكب محبة المَسِيْح مع وداعته فينا، لا يمكنَّنا أن نُدرك كيف يمكن أن يكون الله واحداً في ثلاثة أقانيم لأجل خلاصنا.

الصَّلَاة
نسجد لك يا ابن الله القُدُّوْس، لأنَّك منحتَنا روحَ أبيك بواسطة طاعتك ووداعتك. املأنا بروح تواضعك، واحفظنا في حياتك الأَبَدِيّة. افتح آذاننا وقلوبنا لكي نُحبَّك على الدَّوام. سنسمع في القبر صوتَك فوراً، لأنَّنا عائشون فيك، وسيكون موتنا عبوراً إلى حياتك الظَّاهرة الَّتي تسكن اليوم فينا. ونحن شاكرون لنعمتك ولتحَرُّرِنا مِن الدَّيْنُونَة.
السُّؤَال
ما هي العلاقة بين الآب والابن كما شرحها لنا يَسُوع؟