Skip to content

Commentaries
Arabic
يوحنا
  
5:9وَكَانَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ سَبْتٌ10فَقَالَ الْيَهُودُ لِلَّذِي شُفِيَ إِنَّهُ سَبْتٌ. لاَ يَحِلُّ لَكَ أَنْ تَحْمِلَ سَرِيرَكَ.11أَجَابَهُمْ إِنَّ الَّذي أَبْرَأَنِي هُوَ قَالَ لِي احْمِلْ سَرِيرَكَ وَامْشِ.12فَسَأَلُوهُ مَنْ هُوَ الإِنْسَانُ الَّذي قَالَ لَكَ احْمِلْ سَرِيرَكَ وَامْشِ.13أَمَّا الَّذي شُفِيَ فَلَمْ يَكُنْ يَعْلَمُ مَنْ هُوَ. لأَِنَّ يَسُوع اعْتَزَلَ. إِذْ كَانَ فِي الْمَوْضِعِ جَمْعٌ.


فرح الحاضرون في أروقة بيت حسدا، باستثناء النَّامُوْسِيِّيْنَ المتعصِّبين. فهؤلاء اغتاظوا لأنَّ الشِّفاء تمَّ يوم السَّبت. ويَسُوع لم يشفِ المريض فقط، بل أمره أيضاً أن يحمل سريره في أزقَّة المدينة الضَّيقة. وهذا يُشكِّل في نظرهم خَطِيئة كبيرةً ضدَّ الله وتجاوزاً خطيراً لوصيَّة السَّبت، لأنَّ جميع الأَعْمَال على اختلاف أنواعها محرَّمةٌ يوم السَّبت، والَّذي يتعدِّى هذه الوصيّة يستوجب الموت رجماً (سفر العدد 15: 32- 36). وكان اليهود يعتقدون أيضاً أنَّ المَسِيْح الموعود لا يأتي إلاَّ إذا حفظت الأمَّة كلُّها يوم السَّبت بكلَّ تدقيقٍ.
لم يرجم اليهود ذلك المُعافى الحامل سريره فوراً، لأنَّ شريعتهم تقضي بتحذير المُخالف قبل تنفيذ الحُكم. فكان اعتراض الفَرِّيْسِيِّيْنَ بمثابة تحذير وتهديد بالمَوت. وعندئذٍ تضايق الرجل المُعافى، ودافع عن نفسه محتمياً بأمر يَسُوع، لأنَّ حمل الفراش إلى بيته كان شرطاً لتحقيق الشِّفاء وإتمامه، وبالتَّالي لم يكن هو المسؤول عن استباحة السَّبت، بل يَسُوع وحده الَّذي أمره بحمل فراشه بعد أن شفاه.
جُنّ جنون النَّامُوْسِيِّيْنَ، وحجب تعصُّبهم شعورَ الفرح بشفاء المُقعَد، فلم يلاحظوا سلطان محبَّة يَسُوع الَّذي ظهر في شفاء الرجل الَّذي بقي مقعداً ثمان وثلاثين سنةً، بَيْد أنَّ محاولتهم اغتصاب نعمة الله بحفظ الشَّرِيْعَة (النَّاموس) برَّدَت قلوبهم، فأخذوا يتبادلون الآراء بحقد وغيرة وضغينة حول شخص الشَّافي الَّذي تجاسر أن يأمر الرجل بحمل فراشه يوم السَّبت، فكان يَسُوع في نظرهم عاصياً الله ومستوجباً الموت.
أمَّا الرجل المُعافى فلم يعلم مَن هو شافيه، لأنَّ يَسُوع كان غريباً، إذ كانت زيارته تلك هي الأولى إلى بيت حِسدا. وبعد ذلك اختفى يَسُوع، لأنَّه لم يُرِد أن يكون الإيمان به مبنيّاً على عجائب، بل على شخصه المُحِبِّ القدير.