Skip to content

Commentaries
Arabic
يوحنا
  
6:28فَقَالُوا لَهُ مَاذَا نَفْعَلُ حَتَّى نَعْمَلَ أَعْمَال اللَّهِ.29أَجَابَ يَسُوع وَقَالَ لَهُمْ هَذَا هُوَ عَمَلُ اللَّهِ أَنْ تُؤْمِنُوا بِالَّذي هُوَ أَرْسَلَهُ.


لم تفهم الجموع تعاليم يَسُوع فهماً دقيقاً، ولكنَّهم أدركوا أنَّه قدَّم لهم عطيَّةً عظيمةً مِن الله، وأرادوا كلّهم أن ينالوا الحياة الأَبَدِيّة. فكانوا مستعدِّين أن يعملوا شيئاً ما لنيل هذه العطيَّة. أرادوا أن يُتمِّموا الشَّرِيْعَة (النَّاموس)، ويُقدَّموا الذَّبائح، ويصوموا، ويُصلُّوا، ويحجُّوا، ليربحوا بأَعْمَالهم هذه عطيَّة الله. وهنا يَظهر عماهم. فهُم جميعاً ناموسيُّون، يُريدون أن يُنشئوا خلاصهم بجهودهم الخاصَّة، غير مدركين استحالة ذلك، لأنَّهم مذنبون وضالّون. لقد فكَّروا باستكبارٍ في القيام بعمل الله، مفترضين في أنفسهم القداسة والمقدرة على عمل أَعْمَال الله. فالإنسان أعمىً إلى حدِّ أنه لا يستطيع أن يرى حالة قلبه الحَقِيْقِيّة، بل يرى نفسه إلهاً صغيراً، وعلى الله أن يَرضى عنه ويُسَرَّ به.
فأراهم يَسُوع أنَّه ليس مطلوباً منهم أيّ فرائض أو أَعْمَال، بل هم مدعوُّون إلى الإيمان به شخصيّاً. فالله لا يطلب منا بذل جهدٍ أو مسعىً، ولكنَّه يُريدنا أن نخضع ليَسُوع ونثق به. فكان هذا الكلام حجر عثرةٍ للشعب، وبهذا ابتدأ الانقسام بين يَسُوع والجموع. وأوضح يَسُوع لهم أيضاً أنَّ عمل الله هو أن يؤمنوا به: "إذا فتحتم قلوبكم للروح القدس، فستعرفون سلطاني ومقاصدي ومحبَّتي. وعندئذٍ تُدركون أنَّني لست مجرَّد نبي، بل أنا الخالق، الابن المرسَل مِن الآب إليكم. فتتغيَّرون مِن اهتماماتكم الدُّنيوية لتصبحوا أولاد الله حسب رحمته".
إنَّ الإيمان بيَسُوع هو التَّمسُّك به، والسَّماح له بالعمل فينا، وقبول إرشاده، ونَيل الحياة الأَبَدِيّة بقدرته. فالإيمان هو ارتباطٌ بالمَسِيْح في الزمن والأبد. وهذا عمل الله الَّذي يربط المؤمنين بابنه حتَّى تزول الخطيئة نهائيّاً مِن حياتهم ويعيشوا معه إلى الأبد.