Skip to content

Commentaries
Arabic
يوحنا
  
6:30فَقَالُوا لَهُ فَأَيَّةَ آيَةٍ تَصْنَعُ لِنَرَى وَنُؤْمِنَ بِكَ. مَاذَا تَعْمَلُ.31آبَاؤُنَا أَكَلُوا الْمَنَّ فِي الْبَرِّيَّةِ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ أَنَّهُ أَعْطَاهُمْ خُبْزاً مِنَ السَّمَاءِ لِيَأْكُلُوا32فَقَالَ لَهُمْ يَسُوع الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ لَيْسَ مُوسَى أَعْطَاكُمُ الْخُبْزَ مِنَ السَّمَاءِ بَلْ أَبِي يُعْطِيكُمُ الْخُبْزَ الْحَقِيْقِيّ مِنَ السَّمَاءِ.33لأَِنَّ خُبْزَ اللَّهِ هُوَ النَّازِلُ مِنَ السَّمَاءِ الْوَاهِبُ حَيَاةً لِلْعَالَمِ.


أحدَثَ طلبُ يَسُوع التِّسليمَ التَّام لشخصه صدمةً قويَّةً للجمهور، لأنَّهم شعروا أنَّ يَسُوع طلب منهم شيئاً لا يجوز إعطاؤه إلاَّ لله وحده. فسألوه عن الآية الَّتي تُبرِّر مطالبته، وكأنهم يقولون: "قدِّم لنا برهاناً على ألوهيَّتك، فموسى قدَّم الخبز (المنّ) للشعب في البرية، كلَّ يومٍ مجدَّداً. أمَّا أنت فأعطيتنا الخبز مرَّةً واحدةً فقط. موسى قدَّم الخبز لمئات الآلاف، وأنت قدَّمته لخمسة آلاف فقط. فأرِنا معجزةً أُخرى وعندئذٍ نؤمن". هذه هي علَّة البشر. فالإنسان يرفض الاستسلام لمحبَّة يَسُوع دون قيدٍ أو شرطٍ، ولكنَّه يُلحُّ في طلب البراهين أوَّلاً. أمَّا يَسُوع فيقول: "طوبى للذين آمنوا ولم يرَوا، لأنَّ هؤلاء هم الَّذين يُكرمونني بثقتهم".
إنَّ يَسُوع هو المرشد الأعلى الَّذي قاد سامعيه تدريجيّاً مِن تفكيرهم الناموسي الدُّنيوي إلى إيمان جليٍّ به؛ فحرَّر النَّاس مِن التماس الطعام البائد، ونوَّرهم. إنَّه هو نفسه عطيَّة الله العُظمى.
وكجزءٍ مِن هذا الإيضاح التِّدريجي، حرَّرهم يَسُوع مِن تخيُّلاتهم الخاطئة في فهم الكِتَاب المُقَدَّس، كأنَّما موسى هو الَّذي أعطى الشَّعبَ المنَّ في البرِّية، بينما الله هو في الحقيقة الَّذي أعطاهم المَنَّ، والَّذي هو مُعطي النِّعم جميعها. فأوقفهم يَسُوع أمامه ليُدركوا أنَّ الله يعطيهم الخبز الأعظم والطَّعام السَّماوي الَّذي لا يفسد. ولو انتبهوا، لفهموا أنَّ يَسُوع قد أعلن ذاته لهم ابناً لله، لأنَّه سمَّى الله أباه. ولكنَّ الجماهير كانت لا تزال تُفكِّر في الخبز المادِّي النَّازل مِن السَّماء على يد موسى.
ورفع يَسُوع مداركهم ليفهموا أنَّ خُبز الله ليس خبزاً يبلعونه في بطونهم، بل هو شخص المَسِيْح الَّذي يُشبع جوع الإنسان إلى الحق والحياة. وهذا الوهَّاب قد نزل مِن السَّماء مشحوناً ببركات الله والكثير من القوَّة. فخبز الله ليس مادِّياً فانياً، بل روحيّاً باقياً. ولم يطلع مِن الأرض كالمّنِّ، بل أتى مِن الله كافياً جميع البشر على مرِّ العصور. وهو ليس مقتصراً على آل إبراهيم، فالله الآب يهتمّ بالعالم كلِّه.

الصَّلَاة
أَيُّهَا الرَّبُّ يَسُوع، احفظنا مِن الأنانية، واخلق فينا إيماناً متواضعاً لنسمع مشيئتك في حياتنا، واعمل فينا بقوتك. ادفعنا إلى الارتباط التام بك. أشبع جوع قلوبنا بحضورك معنا، واحفظنا للحياة الأَبَدِيّة. نشكرك لأنَّك تحلُّ فينا، مانحاً إيَّانا القوَّة والبركة.
السُّؤَال
كيف قاد يَسُوع النَّاس مِن طلَب الخبز إلى الإيمان بشخصه؟