Skip to content

Commentaries
Arabic
يوحنا
  
6:36وَلَكِنِّي قُلْتُ لَكُمْ إِنَّكُمْ قَدْ رَأَيْتُمُونِي وَلَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ.37كُلُّ مَا يُعْطِينِي الآبُ فَإِلَيَّ يُقْبِلُ وَمَنْ يُقْبِلْ إِلَيَّ لاَ أُخْرِجْهُ خَارِجاً.38لأَِنِّي قَدْ نَزَلْتُ مِنَ السَّمَاءِ لَيْسَ لأَِعْمَلَ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الَّذي أَرْسَلَنِي.39وَهَذِهِ مَشِيئَةُ الآبِ الَّذي أَرْسَلَنِي أَنَّ كُلَّ مَا أَعْطَانِي لاَ أُتْلِفُ مِنْهُ شَيْئاً بَلْ أُقِيمُهُ فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ.40لأَِنَّ هَذِهِ هِيَ مَشِيئَةُ الَّذي أَرْسَلَنِي أَنَّ كُلَّ مَنْ يَرَى الاِبْنَ وَيُؤْمِنُ بِهِ تَكُونُ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيّةٌ وَأَنَا أُقِيمُهُ فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ


كان يَسُوع قد أعطى الجَلِيْلِيّين، في اليوم السَّابق، خُبز النِّعمة مجَّاناً، وهُم رأَوه بسلطانه البهي؛ ولكنَّ إدراكهم لم يَصِر فيهم يقيناً، ولم يقُدْهم إلى إقرار الإيمان. فبقَوا متأرجحين في قلوبهم، لأنَّهم تحمَّسوا ليَسُوع ملك الخبز، ومِن جهةٍ أُخرى لم يؤمِنوا بشخصه حقّاً. فهو قدَّم نفسه عطيَّةً مجَّانيَّةً مِن الله، فلم يقبلوه شاكرين.
فحقَّ ليَسُوع أن يقول لهم، كما قال سابقاً لأهل أورشليم، سبب انفصالهم عنه. فلماذا لا يؤمن كثيرون بيَسُوع؟ الغريب أنَّ يَسُوع لا يقول لهم بحدَّةٍ: "الخطأ خطأكم"، بل يدلُّهم على الآب، ويُريهم كيف يبنى الإيمان كعمل إلهي.
لا يرغب يَسُوع أن يربح إنساناً بحيلةٍ أو إقناعٍ جدليٍّ، فالله يُقدِّم له الخطاة، لأنَّه يعرف حقيقتهم ومقدار استعدادهم للتَّوبة الرُّجوع عن الخطيئة. فلا ينجذب إلى يَسُوع إلاَّ مَن قادهم الرُّوْح القُدُس إليه. والمَسِيْح لا يشمئزُّ مِن الكَذَبَة والزُّناة واللُّصوص الَّذين يأتون إليه تائبين. فلم يرفض أحداً ممَّن اقتربوا منه، حتَّى أعداءه؛ بل رحمهم جميعاً وقدَّم لهم ملء الخلاص في شخصه.
لم يعِش المَسِيْح لنفسه، ولم يُخطِّط حياته وفق رغباته الشَّخصية. لكنَّه أتى ليُتِمَّ مشيئة أبيه، ويُحقِّق مقاصد محبَّته على نحوٍ كاملٍ، ويُخلِّص جميع الراغبين في الخلاص، ويحفظ المؤمنين المشتاقين إلى الثَّبات فيه. ما أعظم جود المَسِيْح وقدرته! فلا موت، ولا شيطان، ولا خَطِيئة تستطيع أن تخطف الَّذين في يديه. وهو برحمته سيُقِيم أتباعه في يوم الدَّيْنُونَة إلى الحياة الأَبَدِيّة، لأنَّهم يحملون خُبز الحياة في أنفسهم.
هل تعرف مشيئة الله؟ إنَّ الله يشاء أن ترى ابنه، وتعرفه، وتؤمِن به. إنَّه المولود مِن روح الآب، والممتلئ نعمةً وحقّاً. ثمَّ يشاء الله أن ترتبط بمخلِّص العالم، مع جميع المؤمنين، في عهدٍ أَبَدِيّ لا فكاك منه؛ وبذلك يتحقَّق قصد الله فيك، فينال المؤمن توّاً الحياة الأَبَدِيّة بواسطة حلول الرُّوْح القُدُس في جسده الضَّعيف الفاني، هذه الحياة الظَّاهرة في المَحَبَّة والفرح والسَّلام والوداعة. وحياة الله فيك لا تنتهي. أمَّا المرحلة الأخيرة في مشيئة الله فهي أنَّ يَسُوع سيُقيمك مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ، لأنَّك قد امتلأتَ بحياته وقوَّته وروحه. وهذا رجاء المؤمنين العَظِيْم. وعندئذٍ يَظهر فيك جوهر الحياة الَّتي قدمها الابن لك: مجد محبَّته وضياء قداسته.

الصَّلَاة
نسجد لك أيُّها الآب والابن والرُّوْح القُدُس، لأنَّك لستَ بعيداً عنَّا، بل أتيتَ إلينا عندما رفضتْكَ الجموع. لقد نوَّرْتَنا لنراك ونقبلك خبزاً حَقِيْقِيّاً. نشكرك لأنَّك لم ترفضنا، بل حلَلْتَ فينا، وأشبَعْتَ نفوسنا الجائعة إلى الحياة، وستُقيمنا للنَّعيم الأَبَدِيّ وتسابيح الفرح الأَبَدِيّ.
السُّؤَال
ما معنى "خبز الحياة"؟