Skip to content

Commentaries
Arabic
يوحنا
  
6:41فَكَانَ الْيَهُودُ يَتَذَمَّرُونَ عَلَيْهِ لأَِنَّهُ قَالَ أَنَا هُوَ الْخُبْزُ الَّذي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ.42وَقَالُوا أَلَيْسَ هَذَا هُوَ يَسُوع بْنَ يُوسُفَ الَّذي نَحْنُ عَارِفُونَ بِأَبِيهِ وَأُمِّهِ. فَكَيْفَ يَقُولُ هَذَا إِنِّي نَزَلْتُ مِنَ السَّمَاءِ.


سمَّى البشير يُوْحَنَّا الجَلِيْلِيّين يهوداً، على الرَّغم من أنَّهم لم ينتسبوا إلى جماعة اليهود، ولكنَّهم إذ رفضوا روح المَسِيْح، لم يكونوا بأفضل مِن اليهود وسُكَّان الجنوب الَّذين رفضوا يَسُوع، وعصوا كلامه؛ فروح هؤلاء جميعاً ليست مِن السَّماء، بل مِن العالم السُّفلي.
وقد أبرز الفقهاء في أورشليم سبباً آخَر لرفضهم يَسُوع، لأنَّ تفكيرهم النَّاموسي واعتقادهم بالإصلاح الذَّاتي يُناقضان محبَّة يَسُوع. أمَّا الجَلِيْلِيّون فعثروا بوضع يَسُوع الاجتماعي، إذ عرفوا عائلته، لأنَّ أباه يوسف النَّجار عاش معهم رجلاً بسيطاً لم يتمتَّع بأيِّ موهبةٍ نبويِّة أو مقدرةٍ خاصَّةٍ، وأمّه مريم لم يكن لها ما يُميِّزها عن غيرها مِن النِّساء، سوى أنَّها ترمَّلَت آنذاك، الأمر الَّذي كان يعتبره اليهود علامةً على الغضب الإلهي. وهكذا لم يؤمن الجَلِيْلِيّون بأنَّ يَسُوع هو الخبز النَّازل مِن السَّماء.
والعجيب أنَّ يَسُوع لم يُحاول أن يوضح للمنفضِّين عنه أعجوبة ولادته، لأنَّه حتَّى ولو أوضح لهم مصدره الإلهي وكيانه الإنساني لما آمنوا به. إنَّنا لا نستطيع أن نُدرك أُلُوْهِيَّة الإنسان يَسُوع بعقولنا البشريَّة، ما لَم نحصل على استنارة مِن الرُّوْح القُدُس. فمَن يتقدَّم إليه بثقةٍ، يُبصره، ويُدرك حقيقته العُظمى.