Skip to content

Commentaries
Arabic
يوحنا
  
6:43فَأَجَابَ يَسُوع وَقَالَ لَهُمْ لاَ تَتَذَمَّرُوا فِيمَا بَيْنَكُمْ.44لاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يُقْبِلَ إِلَيَّ إِنْ لَمْ يَجْتَذِبْهُ الآبُ الَّذي أَرْسَلَنِي وَأَنَا أُقِيمُهُ فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ.45إِنَّهُ مَكْتُوبٌ فِي الأَنْبِيَاءِ وَيَكُونُ الْجَمِيعُ مُتَعَلِّمِينَ مِنَ اللَّهِ. فَكُلُّ مَنْ سَمِعَ مِنَ الآبِ وَتَعَلَّمَ يُقْبِلُ إِلَيَّ.46لَيْسَ أَنَّ أَحَداً رَأَى الآبَ إِلاَّ الَّذي مِنَ اللَّهِ. هَذَا قَدْ رَأَى الآبَ.


منع يَسُوع الجماهير مِن التَّذمُّر والغضب على إعلانات الله. فالرُّوح المُعاند لا يسمع شيئاً عن مَلَكُوْت الله، أمَّا المُبالي المُهتمُّ الشَّاعر بحاجته فيختبر محبَّة الله الَّتي تفوق عقولنا.
والله، في محبَّته، يجذب النَّاس إلى يَسُوع المخلِّص، راغباً أن يُنوِّرهم ويُعلِّمهم كلاًّ بمفرده، كما نقرأ في سفر إِرْمِيَا 31: 3 و 54: 13. ففي العهد الجديد، ليست إرادة الإنسان أو عقله سبب إيمانه، بل الرُّوْح القُدُس هو الَّذي يُنوِّرنا ويُنشئ الحياة الإلهية فينا، حتَّى نستطيع أن نُدرك أنَّ إلهنا القدير هو أبونا الحَقِيْقِيّ. والله يُعلِّم أولاده، ويُديم الصِّلة المباشرة بهم. ويخلق الإيمانَ في قلوبنا بواسطة جذب الرُّوْح القُدُس. فهل أحسستَ بجذب الرُّوْح القُدُس في ضميرك؟ هل أنت منفتحٌ لنبض محبة الله؟ هل سمعتَ صوت الرَّبّ في داخلك؟
ويقودنا روح الآب إلى يَسُوع، فيُوجِّهنا إليه، ويُحرِّكنا نحوه، موقظاً شوقنا إليه، حتَّى ننهض ونمضي إلى يَسُوع ونلتقيه ونحبّه. وهو مِن جهته يَقبلنا كما نحن، ولا يُخرجنا خارجاً، بل يَغرس فينا حياته الأَبَدِيّة، حتَّى نشترك في قُوَّة قيامته. وغايته أن يُدخلنا مجدَ أبيه الَّذي أبدأ هذا التَّطوُّر الخلاصيَّ بواسطة جذب روحه القُدُّوْس.
وعلى الرَّغم مِن هذا الارتباط القريب بين المتجدِّد والآب السَّماوي، ثمَّة فرقٌ كبيرٌ بين يَسُوع والإنسان المولود ثانيةً. فالله لم يره أحدٌ قط إلاَّ الابن، لأنَّ الابن كان عند الله منذ الأزَل، وقد رآه عياناً، ولا يوجد انفصالٌ ولا تفرقةٌ بينهما، لأنَّ الابن عاش في انسجامٍ تامٍّ مع الآب، واشترك في راحته السَّماوية وفي جميع صفاته. وهذا ما يُرينا الهدف الَّذي يريده الآب كي يجذبنا إليه.