Skip to content

Commentaries
Arabic
يوحنا
  
6:52فَخَاصَمَ الْيَهُودُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً قَائِلِينَ كَيْفَ يَقْدِرُ هَذَا أَنْ يُعْطِيَنَا جَسَدَهُ لِنَأْكُلَ.53فَقَالَ لَهُمْ يَسُوع الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِنْ لَمْ تَأْكُلُوا جَسَدَ ابْنِ الإِنْسَانِ وَتَشْرَبُوا دَمَهُ فَلَيْسَ لَكُمْ حَيَاةٌ فِيكُمْ.54مَنْ يَأْكُلُ جَسَدِي وَيَشْرَبُ دَمِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيّةٌ وَأَنَا أُقِيمُهُ فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ.55لأَِنَّ جَسَدِي مَأْكَلٌ حَقٌّ وَدَمِي مَشْرَبٌ حَقٌّ.56مَنْ يَأْكُلْ جَسَدِي وَيَشْرَبْ دَمِي يَثْبُتْ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ.


كان بين اليهود مؤمنون ورافضون ليَسُوع. فتخاصم الفريقان بعنفٍ، لأنَّ أعداء يَسُوع اشمأزُّوا مِن فكرة أكل جسده وشُرب دمه. ولكنَّ يَسُوع وضع حدّاً لهذا الانقسام، ليُظهر جليّاً مَن هم الواثقون به. فامتحن محبة الفريق الأوَّل، وأبرز عمَى الفريق الآخَر. وقال: "الحقَّ الحقَّ أقول لكم، إن لم تأكلوا جسدي وتشربوا دمي، فليس لكم حياةٌ أَبَدِيّةٌ. إن لم تشتركوا في كياني، فستُقيمون في الموت والخطيئة إلى الأبد." فكان لكلماته هذه وَقْعُ التَّجديف والكُفر في آذانهم. وكأنَّما يَسُوع الإنسان يتحدَّاهم قائلاً: "اقتلوني وكُلوني، لأنَّني في ذاتي معجزةٌ. فجسدي خبزٌ، هو الحياة الإلهية المقدَّمة لكم".ففار دمهم، واغتاظوا جدّاً؛ بينما تجاوب الواثقون به مجذوبين مِن الرُّوْح القُدُس، وآمنوا بالمستحيل، واثقين أنَّ يَسُوع سيجد طريقةً لإثبات صحَّة كلامه. ولو فكَّر مستمعوه قليلاً، لأدركوا وهُم في أيَّام الفصح، أنَّ يُوْحَنَّا المَعْمَدَان سمَّى يَسُوع "حَمَل الله". وقد اشترك اليهود كلُّهم في الفصح، وأكلوا جسد الحَمَل المذبوح في تلك المناسبة، ليتَّقوا غضب الله بواسطة اتِّحادهم بالذَّبائح. فأشار يَسُوع إلى أنَّه حَمَل الله الحَقِيْقِيّ الَّذي يحمل خَطِيئة العالم.
نَعلم في يومنا هذا أنَّ في رموز عشاء الرَّبّ يَدخل جسد المَسِيْح فينا، ويُطهِّرنا دمه من خطايانا. فنشكره لهذه النِّعمة. أمَّا الجَلِيْلِيّون آنذاك فلم يعرفوا هذا السِّرَّ، بل كان كلام يَسُوع يُفجِّر عقولهم. كان يَسُوع يمتحن إيمانهم، ولكنَّ عنادهم سُرعان ما ظهر في ثورةٍ ملتهبةٍ.
إنَّنا نَسجُد للمَسِيْح بفرحٍ وشُكرٍ، لأنَّه أوضح لنا عشاء الرَّبّ برموزٍ، وكيف يأتي إلينا بروحه. إنَّنا بدون ذبيحته لا نستطيع الاقتراب مِن الله، ولا الثَّبات فيه. ولكنَّ الغفران التَّامَّ لخطايانا هو الَّذي يمنحنا الاستحقاق بحلول المَسِيْح فينا. والإيمان به يُحقِّق هذا الحلول ويُشركنا في قيامته المجيدة الَّتي تعقبها حياةٌ أَبَدِيّةٌ. فنسجد لحَمَل الله، لأنَّه بذل جسده ليفدينا مِن غضب الله. ولا يكتفي يَسُوع بموته على الصَّلِيْب، بل يشاء أن يحلَّ فينا، فنصبح بواسطة هذا الحلول قدِّيسين، وأحياء إلى الأبد.