Skip to content

Commentaries
Arabic
يوحنا
  
6:57كَمَا أَرْسَلَنِي الآبُ الْحَيُّ وَأَنَا حَيٌّ بِالآبِ فَمَنْ يَأْكُلْنِي فَهُوَ يَحْيَا بِي.58هَذَا هُوَ الْخُبْزُ الَّذي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ. لَيْسَ كَمَا أَكَلَ آبَاؤُكُمُ الْمَنَّ وَمَاتُوا. مَنْ يَأْكُلْ هَذَا الْخُبْزَ فَإِنَّهُ يَحْيَا إِلَى الأَبَدِ.


يُحدِّثنا المَسِيْح عن الحياة الَّتي في الله القدير الَّذي يُسمِّيه "الآب الحيّ". فلم يمُت الله، كما يزعم بعض ذوي العقول المتحجِّرة مجدِّفين بجهلهم؛ بل إنَّ الله حيٌّ من الأزل إلى الأبد، وهو لا يجلس على عرشه كصنمٍ ضخمٍ هائلٍ، بل هو أبو المَحَبَّة كلِّها.
والمَسِيْح يحيا في الآب، وهو ليس موجوداً لذاته، بل لأبيه. فلا يجد معنى حياته في إرضاء أمانيِّه الشَّخصية، بل في إطاعة تامَّةٍ لأبيه. فهو الَّذي ولده، والولد لأبيه، وإيَّاه يُحبُّ ويخدم؛ كما أنَّ الآب يُحبُّ الابن، ويَخصُّه، وَيَعمل بملئه فيه.
أعلن يَسُوع سر اتحاده بأبيه أمام معارضيه الهائجين الغاضبين الَّذين لم يفهموا أنَّ المَسِيْح بعبارته الأخيرة قد أعطاهم أسمى إعلانٍ، إذ قال: "كما أحيا للآب وفيه، هكذا أريد أن أحيا لأجلكم وفيكم، كي تحيوا أنتم أيضاً لأجلي وفِيَّ. فهل أنت مستعدٌّ، يا أَخِي العَزِيْز، لهذا الارتباط الحميم بالمَسِيْح؟ هل تقبله بجميع أهداف حياتك وقواها، أم لا؟ هل تريد أن تموت عن ذاتك، كي يحيا الرَّبُّ فيك؟
لم يأتِنا المَسِيْح بإصلاحاتٍ مادِّيةٍ لتحسين أوضاعنا المعيشيَّة، ولا هو يُرسل إلينا أموالاً لإعالة أنفسنا، ولا يضع خططاً للتقدّم الزراعي. لا بل إنَّه يُغيِّر القلوب، لكي يعيش النَّاس حياة التَّقوى إلى الأبد، ويُشرك المؤمنين به في ألوهيَّته، فيخلق بهذا إنساناً جديداً لا يموت، إنساناً يحيا ويُحب ويخدم. وليس هدفه إلاَّ الله.
راجع الأَصْحَاْح السَّادِس عشر كلَّه، وعدّ كم مرّة ينطق المَسِيْح بالكلمات الثلاث: "الآب" و"الحياة" و"القيامة" بالإضافة إلى مشتقَّاتها، فتُدرك جوهر إِنْجِيْل يُوْحَنَّا. إنَّ المؤمن بالمَسِيْح يحيا في روح الآب، متَّجهاً نحو القيامة في المجد.

الصَّلَاة
أَيُّهَا الرَّبُّ يَسُوع المَسِيْح، نشكرك لأنَّك حللتَ فينا، ومنحتَنا حياة الآب السَّماوي بملء الفرح. اغفر لنا ذنوبنا، وقدِّسْنا إلى التَّمام، لكي نخدمك بصبر المَحَبَّة، ونتبعك بتواضعٍ ووداعةٍ، ولا نحيا لأنفسنا. نجِّ أصدقاءنا وأقرباءنا، لكي يتركوا أهدافهم الفانية ويقبلوك، ويحيوا الحياة الحقَّة. وأقِمْنَا معاً مِن قبورنا، لِنُعاين مجدك في مجيئك.
السُّؤَال
لماذا قال يَسُوع لسامعيه إنَّه ينبغي لهم أن يأكلوا جسده ويشربوا دمه، وإلاَّ فليست لهم حياةٌ أَبَدِيّةٌ؟