Skip to content

Commentaries
Arabic
يوحنا
  
6:64وَلَكِنْ مِنْكُمْ قَوْمٌ لاَ يُؤْمِنُونَ. لأَِنَّ يَسُوع مِنَ الْبَدْءِ عَلِمَ مَنْ هُمُ الَّذينَ لاَ يُؤْمِنُونَ وَمَنْ هُوَ الَّذي يُسَلِّمُهُ.65فَقَالَ. لِهَذَا قُلْتُ لَكُمْ إِنَّهُ لاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ إِلَيَّ إِنْ لَمْ يُعْطَ مِنْ أَبِي


لم يفهم كثيرٌ مِن الَّذين تبعوا يَسُوع هذه النقطة الحيويَّة، فتركوه ومضى كلٌّ في سبيله. كان حديث يَسُوع عن أكل جسده وشرب دمه ذروةَ خدمته في الجليل، وسبب ارتدادٍ في صفوف أتباعه. لذلك قلَّ عدد التَّلاَمِيْذ بعد هذا الحديث. ولم يكن إيمان الرَّافضين مستعدّاً لتجاوز حدود الفكر البشري، لِيثق بيَسُوع دون قيدٍ أو شرطٍ. فلم يُدركوا ألوهيَّته، ولم يتجاسروا على قطع عهدٍ معه على أساس ذبيحة ذاته.
أخبر يَسُوع تلاميذه أنَّ بعضهم سيُعارض روحه، ويَنغلق عليه. فرأى الرَّبّ كلاًّ منهم في أحاسيس قلبه، وعرف خيانة يهوذا الإسخريوطي الَّذي كان معه مِن البداية. لم يكن يهوذا راغباً أن يفتح قلبه كلياً لروح محبة المَسِيْح. وعلم يَسُوع أثناء حديثه عن ذبح جسده أنَّ أحد الحاضرين سيُسلمه لهذا الذَّبح الأليم.
وختاماً كرَّر يَسُوع السِّر أنَّه لا يستطيع أحدٌ الإيمان بيَسُوع بمعزلٍ عن عمل روح الله في الإنسان. لا يستطيع أحدٌ أن يدعو المَسِيْح ربّاً إلاَّ بالرُّوْح القُدُس. وهذا يعني ضربةً قاضيةً لعقولنا المتكبِّرة، فنحن نظنُّ أننا نستطيع اكتشاف جميع الأمور الحاضرة والآتية بواسطة تفكيرنا وتأمُّلاتنا. ما أغبانا! فأنت لا تستطيع أن تؤمن بالمَسِيْح إن لم يغلب الآب غباوتك وجهالتك، وينوِّرك بمعرفة المَسِيْح الفائقة، ووحدة الثَّالُوْث الأَقْدَس، ومحبَّته اللانهائيَّة. فإيماننا ليس مجرَّد تصديقٍ، بل التصاق شخصيّ بيَسُوع، بعمل الرُّوْح القُدُس. فافتح قلبك كلِّياً لجذب الروح الأبوي، ولا تُعارِض كلمةً واحدةً مِن كلام يَسُوع. وعندئذٍ تختبر حلوله فيك وثباته الدَّائم فيك، لأنَّه هو خبز الحياة المُعَدُّ لك.

الصَّلَاة
أيُّها الآب السماوي، نشكرك لأنَّك، وأنت الإله العَظِيْم، قد اهتمَمْتَ بنا، نحن الصِّغار الخطاة، وجذَبتَنا إلى ابنك في محبَّتك؛ ونحمدك لأجل عمَل روحك القُدُّوْس الَّذي يَفتح أعيُننا على رحمة المَسِيْح وقيامته؛ ونشكرك لأجل رمز العَشَاء الرَّبَّانِيّ، كي نفهم أنَّ جسد المَسِيْح ودمه يحلاَّن فينا بواسطة حلول الرُّوْح القُدُس. آمِيْن.
السُّؤَال
كيف اتَّحد الرٌُّوح المُحيِي بجسد يَسُوع؟