Skip to content

Commentaries
Arabic
يوحنا
  
7:19أَلَيْسَ مُوسَى قَدْ أَعْطَاكُمُ النَّامُوسَ وَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْكُمْ يَعْمَلُ النَّامُوسَ. لِمَاذَا تَطْلُبُونَ أَنْ تَقْتُلُونِي20أَجَابَ الْجَمْعُ وَقَالُوا بِكَ شَيْطَانٌ. مَنْ يَطْلُبُ أَنْ يَقْتُلَكَ.


كان سلوك يَسُوع في القداسة يُجيز له أن يقول لليهود: "قد حصلتُم على النَّاموس (الشَّرِيْعَة)، وليس أحدٌ منكم يُطبِّقُها." وكانت هذه العبارة طعنةً نجلاء في قلب الأمَّة اليهوديَّة، لأنَّ يَسُوع ركَّز أهمِّيةً على قوله إنَّه ليس أحدٌ مِن شعب العهد القديم أكمل النَّاموس (الشَّرِيْعَة) مرَّةً واحدةً طوال عهود التَّاريخ وحقبه، لأنَّ مَن تجاوز وصيَّةً واحدةً كان مُذْنباً في الوصايا كلِّها، ومستوجباً غضب الله عليه. فألغى يَسُوع، بتصريحه هذا، كلَّ برِّ اليهود، وأظهرَ أنَّ غيرة النَّامُوْسِيِّيْنَ وجهودهم لم تكن سوى خداعٍ للنَّفس.
كما أعلن، في الوقت نفسه، أنَّه عالمٌ برغبة زعمائهم في إبادته والتَّخلُّص منه. فلا يَخفى أمرٌ على يَسُوع. وقد طهَّر أجواء مُحيطه، بإعلانه مقاصد أعدائه السِّريَّة، فقطع بذلك كل غيبةٍ عليه، وحذَّر مستمعيه مِن أيِّ تحمُّسٍ سطحيٍّ، ودلَّهم على ثمن اتِّباعه.
وفي الوقت نفسه سألهم: "لماذا تُريدون أن تقتلوني؟" لأنَّه بان مستحيلاً أن يُرفَض ابنُ الله مِن قِبَل شعب العهد القديم الَّذي تقسَّوا عليه حتَّى إنَّهم أنكروا المولود مِن محبَّة الله، قاصدين قتله. فليس معقولاً أن يُريد إنسانٌ قَتْلَ خالقه. هل قَبِلتَ المَسِيْح حقّاً، أم أنتَ مِن رافضيه؟
كان الجمهور مأخوذاً بقول المَسِيْح، وفزعوا لأنَّه قال إنَّ ليس أحدٌ منهم بارّاً. واستاءوا حين أدركوا أنَّه عارفٌ بما كان يُبيِّتونه ضدَّه ويحيكونه مِن دسائس لقتله. فسارعوا إلى الرَّد عليه مباشرةً لتغطية مؤامرتهم، قائلين له: "كلا، كلا، مَن يُريد قَتلك؟ معاذ الله! ألعلَّ روحاً شرِّيراً قد ألهمك هذا الفِكر؟!" وظنَّ بعضُهم حقّاً أنَّ روح إبليس قد لبس يَسُوع، لأنَّه سمَّاهم "فاعلي الإثم" و"غير حافظي النَّاموس (الشَّرِيْعَة)". كانوا عمياناً في بُغضهم، فلم يستطيعوا تمييز الرُّوْح القُدُس مِن الروح النَّجِس، وفقدوا كلَّ حسٍّ لحقيقة محبَّة الله. ما أبشعها مِن إهانةٍ، أن يُقال لشعب العهد القديم إنَّه ساقطٌ مِن الشَّركة مع الله، وأنَّ الرُّوح الشِّرير قد حلَّ فيه! لقد كانت الحقيقة عكسَ ما تصوَّروا. فالرُّوح الشِّرير سكن فيهم هُم، وألهمهم أكاذيبه، فصوَّر ذاته صالحاً، بينما صوَّر يَسُوع شرِّيراً مُجدِّفاً. وهذه هي قمَّة الكذب وذروة الخداع الَّذي يحمله كثيرون ولا يَعْلَمون.

الصَّلَاة
أَيُّهَا الرَّبُّ يَسُوع، نشكرك لأنَّك وقفتَ بجرأةٍ أمام أعدائك، وشهدت بالحَقِّ، وأرَيْتَهُم الطَّريق الوحيد ليعرفوك. علِّمنا تطبيق إِنْجِيْلك، لكي نفهمك، ولا نتكلَّّم بأفكارٍ ساميةٍ فقط، بل نعمل مشيئة أبيك، وننال قوَّةً مِن محبَّتك بواسطة الإيمان. احفظنا مِن كل أنواع الكذب وخداع النَّفْس، وأرشِدْنا إلى الخُضوع لمشيئتك، فلا نكرم أنفُسنا، بل الآب باسمك.
السُّؤَال
كيف نتحقَّق مِن أنَّ الإِنْجِيْل هو مِن الله؟