Skip to content

Commentaries
Arabic
يوحنا
  
7:21أَجَابَ يَسُوع وَقَالَ لَهُمْ عَمَلاً وَاحِداً عَمِلْتُ فَتَتَعَجَّبُونَ جَمِيعاً.22لِهَذَا أَعْطَاكُمْ مُوسَى الْخِتَانَ. لَيْسَ أَنَّهُ مِنْ مُوسَى بَلْ مِنَ الآبَاءِ. فَفِي السَّبْتِ تَخْتِنُونَ الإِنْسَانَ.23فَإِنْ كَانَ الإِنْسَانُ يَقْبَلُ الْخِتَانَ فِي السَّبْتِ لِئَلاَّ يُنْقَضَ نَامُوسُ مُوسَى أَفَتَسْخَطُونَ عَلَيَّ لأَِنِّي شَفَيْتُ إِنْسَاناً كُلَّهُ فِي السَّبْتِ.24لاَ تَحْكُمُوا حَسَبَ الظَّاهِرِ بَلِ احْكُمُوا حُكْماً عَادِلاً


لم يردّ يَسُوع مباشرةً على ادِّعاء اليهود بأنَّ فيه روحاً شرِّيراً، بل أظهر للجمهور المُجتمِع أنَّ سبب الحُكم عليه بالموت تافهٌ، وأنَّ هذا الحُكم غير عادلٍ. وذكَّر السَّامعين أنَّ نقمة زعماء الشَّعب عليه كانت بسبب شفائه المريض المُقعَد في بيت حسدا يومَ سبتٍ، حين أمره أن يحمل سريره ويمضي إلى بيته سليماً مُعافىً. كان هذا العمل أعجوبةً كبرى مِن الرَّبّ، وهذه المعجزة جديرة بأن تصرف النَّظر عن الحكم على يَسُوع، لو كان في وجوههم نَظَر.
بعدئذٍ أثبت يَسُوع أنَّ الفقهاء أنفسهم لم يحفظوا النَّاموس (الشَّرِيْعَة) كاملةً، ففي هذه النَّاموس (الشَّرِيْعَة) نقيضان: الختان، وهو علامة العهد مع الله، والسَّبت، وهو رمز الاشتراك في راحة القُدُّوْس. فوجب على الأهل ختن أولادهم في اليوم الثَّامِن لميلادهم. فلو وُلد الطِّفل يوم جمعةٍ، لوجب على والديه أن يختناه في اليوم الثَّامِن لميلاده والَّذي يُوافق في هذه الحالة يوم سبتٍ. أوَليس الختانُ عملاً؟ فعصيان النَّاموس (الشَّرِيْعَة) في هذه الحالة إنَّما هو طاعةٌ للنَّاموس (للشَّريعة).
وبما أنَّ المرض يُعتبَر عند اليهود قصاصاً على خطايا ارتكبها المريض، فشفاء المريض يعني خلاصه جسديّاً وروحيّاً ونفسيّاً. وهكذا دعا يَسُوع النَّاسَ إلى استخدام عقولهم، كي يُدركوا هل كانت خدمة محبَّته أهمَّ مِن ختان طفلٍ يوم السَّبت. لقد حاول يَسُوع أن يُحطِّم جُمودهم النَّاموسي بالمنطق، مُستخدماً جميع الطُّرُق الممكنة ليوقِظ فيهم الفهم لمحبَّته وقوَّته وخلاصه. ولكنَّ محاولته ذهبَت أدراج الرِّياح، لأنَّ أذهانهم كانت كالحجارة وأرواحهم كالصَّوان. فما كانوا قادرين على اتِّخاذ أيِّ قرارٍ أو حكمٍ عادلٍ.