Skip to content

Commentaries
Arabic
يوحنا
  
7:28فَنَادَى يَسُوع وَهُوَ يُعَلِّمُ فِي الْهَيْكَلِ قَائِلاً تَعْرِفُونَنِي وَتَعْرِفُونَ مِنْ أَيْنَ أَنَا وَمِنْ نَفْسِي لَمْ آتِ بَلِ الَّذي أَرْسَلَنِي هُوَ حَقٌّ الَّذي أَنْتُمْ لَسْتُمْ تَعْرِفُونَهُ.29أَنَا أَعْرِفُهُ لأَِنِّي مِنْهُ وَهُوَ أَرْسَلَنِي.30فَطَلَبُوا أَنْ يُمْسِكُوهُ. وَلَمْ يُلْقِ أَحَدٌ يَداً عَلَيْهِ لأَِنَّ سَاعَتَهُ لَمْ تَكُنْ قَدْ جَاءَتْ بَعْدُ.


سمع يَسُوع أصوات المُتحاجِّين حول مصدره الدُّنيوي، فقطع تعليمه، وخاطب بصوتٍ عالٍ هؤلاء الهَذِرين قائلاً: "هل تعرفونني حقّاً؟ هل تعلمون مِن أين أتَيْتُ؟ إنَّكم سطحيُّون، ولم تجتهدوا في معرفتي جوهريّاً. ادرسوني. أصغوا إلى كلامي. تعمَّقوا في روحي. وعندئذٍ تعرفون مَن أنا ومِن أين أتيتُ".
لم يُرسل المَسِيْح نفسَه بنفسه، ولم يُفوِّض نفسَه الكلام، ولم يأتِ باسمه الشَّخصي؛ بل كان الله واقفاً وراءه، الَّذي مِن صميمه انبثق؛ فكان أبوه مرسله، وكان يَسُوع من جنس أبيه، متَّحداً به على الدَّوام.
قال يَسُوع لمستمعيه عبارته الحاسمة: "إنَّكم جميعاً لا تعرفون الله، رغم ظنِّكم أنَّ هنا في الهيكل مسكنه. جميع كهنتكم وكتَبَتكم عميانٌ، لأنَّهم لا يُعاينون الله كما هو، ولا يسمعون صوته حقّاً. فأنتم لذلك تخدعون أنفسكم".
ثمَّ قال يَسُوع لهم: "أمَّا أنا فأعرفه". وهذا هو جوهر الإِنْجِيْل: أنَّ يَسُوع يعرف الله، ويُعلن لنا اسم الآب وجوهر محبَّته. كان النَّاصِرِيّ بدون خَطِيئة، وعاش في شركةٍ مستمرَّةٍ مع أبيه، بينما انفصل البشر جميعاً عن القُدُّوْس بسبب ذنوبهم.
وعندما أدرك بعض المستمعين ما قاله يَسُوع، وفهموا أنَّه أدانهم على نحوٍ حاسمٍ، فارت دماؤهم، وجُنَّ جنونهم، وصرخوا: "ها قَد جدَّف على الهيكل، وجعَلَنا كُفَّاراً". فحمقوا وضجّوا وحاولوا القبض عليه. ولم يكن يستطع أحدٌ الاقتراب مِن ابن الله، وكأنَّ جيشاً من الملائكة كان يُحيط به. فالوقت المعيَّن من الله لإتمام شهادة المَسِيْح على الأرض لم يأتِ بعد، وساعة موت ابن الله لم تحِن بَعد. فقد عيَّن أبوه اللَّحظة الحاسمة الَّتي يفدي ابنُه فيها البشر؛ ولا يستطيع إنسانٌ في العالم أن يُقدِّم هذه اللَّحظة أو يُؤخِّرها.

الصَّلَاة
أَيُّهَا الرَّبُّ يَسُوع المَسِيْح، نسجد لك لأنَّك تعرف الله، وقد أعلنتَه لنا. نحمدك ونُحبُّك ونشكرك ونفرح، لأنَّ إعلانك جعَلَنَا أولاداً لله. نتهلَّل ونبتهج ونُعظِّمُك مع جميع المولودين ثانيةً، ونبتهل إليك كي تُعلن اسم الآب للمتديِّنين المتظاهرين بالتَّقوى في محيطنا، فيرجعوا عن تعصُّبهم وإهمالهم وجهلهم.
السُّؤَال
لماذا كان يَسُوع هو الشَّخص الوحيد الَّذي عرف الله، وما هو مضمون إعلانه بهذا الخصوص؟