Skip to content

Commentaries
Arabic
يوحنا
  
7:45فَجَاءَ الْخُدَّامُ إِلَى رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيْسِيِّيْنَ. فَقَالَ هَؤُلاَءِ لَهُمْ لِمَاذَا لَمْ تَأْتُوا بِهِ.46أَجَابَ الْخُدَّامُ لَمْ يَتَكَلَّمْ قَطُّ إِنْسَانٌ هَكَذَا مِثْلَ هَذَا الإِنْسَانِ.47فَأَجَابَهُمُ الْفَرِّيْسِيُّوْنَ أَلَعَلَّكُمْ أَنْتُمْ أَيْضاً قَدْ ضَلَلْتُمْ.48أَلَعَلَّ أَحَداً مِنَ الرُّؤَسَاءِ أَوْ مِنَ الْفَرِّيْسِيِّيْنَ آمَنَ بِهِ.49وَلَكِنَّ هَذَا الشَّعْبَ الَّذي لاَ يَفْهَمُ النَّامُوسَ هُوَ مَلْعُونٌ.


بينما كان يَسُوع يُعلِّم الشَّعب في الهيكل، اجتمع الفَرِّيْسِيُّوْنَ، وتوقَّعوا أن يقبض خُدَّامهم على يَسُوع ويأتوا به إليهم. إنَّنا نقرأ اللقب "رؤساء الكهنة" في صيغة الجمع، على الرَّغم مِن أنَّه كان للكهنة رئيسٌ واحدٌ فقط، يرأس المجلس اليهودي الأعلى طوال حياته. ولكنَّ الرومان في استعبادهم لليهود خلعوا رؤساء كهنتهم مراراً عن مناصبهم، لأنَّهم لم يُطيعوهم. ولذلك وُجد في زمن يَسُوع عددٌ مِن رؤساء الكهنة المخلوعين تباعاً بتدخُّل الرومان، وكانوا كلّهم مِن عشيرة كهنوتيَّة واحدةٍ، توارثَت المَيل إلى المذهب الصّدوقي الَّذي يقول بحرِّية الفكر، ولا يحضُّ على التَّديُّن بالطَّريقة النَّاموسيَّة.
ومع هؤلاء جلس الفَرِّيْسِيُّوْنَ حَفَظَة الشَّرِيْعَة الجاثمة كالكابوس على الشَّعب، وقد رفضوا دخول الأفكار اليونانية في شعبهم، فجعلوا الشَّرِيْعَة أساساً واحداً لتفكير الأمَّة وأَعْمَالها. وكانت قلوبهم قاسيةً تجاه أنفسهم والآخَرين، ساعين إلى إكرام الله بعنفٍ.
استاء هذان الفريقان استياءً عظيماً، عندما عاد الخدّام بدون يَسُوع. وتمتم جنود الهيكل قائلين: "لم يُدافع تلاميذ يَسُوع عن معلِّمهم، ولا الشَّعب حماه. ولكنَّ كلامه أخذ بمجامع قلوب الخُدَّام، فلم يتجرأوا على تقييده، لأنَّهم شعروا بقدرة الله تجري فيه".
عند ذاك ثار الفَرِّيْسِيُّوْنَ، وصرخوا في جنود الهيكل ساخطين: "هل دخلتم في صفوف المُضِلِّ فأعجبكم؟ هل رأيتم أحداً مِن رؤساء الكهنة الموقَّرين، أو أعضاء المجلس الأعلى الأفاضل قد آمن بهذا النَّاصِرِيّ؟ لا يستطيع مؤمنٌ مستقيمٌ أن يتبع هذا الجَلِيْلِيّ".
فهل صحيحٌ أنَّ المَسِيْح لم يربح قلباً واحداً، ولا استطاعت كلمته أن تُغيِّر أيَّ نفسٍ؟ كثيرون أحبّوا يَسُوع، ومعظمهم مِن البسطاء والمرفوضين والخطاة والزُّناة؛ فجالسهم وأحبَّهم. أمَّا المتديِّنون المتظاهرون بالتَّقوى فاحتقروا عامَّة الشَّعب، ولا سيَّما الخطاة منهم، واعتبروهم ملعونين، لأنَّهم نظروا إليهم بمنظار النَّاموس (الشَّرِيْعَة). فكان هؤلاء المحتقرون المرفوضون هم في الواقع الَّذين تبعوا يَسُوع. وكان بعضهم قد اعترف بذنوبه عند المَعْمَدَان. وهذا الاعتراف دليلٌ على شرورهم الماضية. لقد حسب الفَرِّيْسِيُّوْنَ أنفسهم براء مِن الخطايا، فلم يعترفوا ولم يتوبوا. وهكذا أبغض الزُّعماء شعبَهم، وتكبَّر المُفكِّرون وعلماء النَّاموس (الشَّرِيْعَة) على أُمَّتهم، ناسين أو متناسين أنَّهم جميعاً يتكلَّمون لغةً واحدةً، ويسلكون في العادات نفسها. فالشَّعب الواحد هو وحدةٌ واحدةٌ مهما قامت فيه الانشقاقات بين الطَّبقات. الكلُّ شريرٌ بالمستوى نفسه. والفاسدون في شعبك هم مرآة قلبك أيضاً.