Skip to content

Commentaries
Arabic
يوحنا
  
د: يَسُوع نورُ العالَمِ
(يوحنَّا 8: 12- 29)
8:12ثُمَّ كَلَّمَهُمْ يَسُوع أَيْضاً قَائِلاً أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلاَ يَمْشِي فِي الظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ.


يَسُوع هو النُّور الإلهيُّ الحَقِيْقِيّ، والَّذي يقترب منه ينكشف ويُدان ويستنير وينتعش ويشفى، بل ويُصبح نوراً في المَسِيْح. ليس ثمَّة نورٌ آخر في العالم يستطيع أن ينير ظلمة قلوبنا الشِّريرة ويشفيها إلاَّ يَسُوع. وجميع الفلسفات والأديان إذا قِيْسَت بالمَسِيْح، تظهر ضعيفةً، لأنَّها تُعلِّل النُّفوس وتُدغدغ المشاعر بفداءٍ وفردوسٍ خياليَّيْن؛ وهي في الواقع تُقيِّد النَّاس بعمىً أحلك مِن الظَّلام.
أمَّا المَسِيْح فهو نور الحياة الَّذي لا يُهلكنا، بل يُحيينا في لطفه. فنوره هذا ليس إشعاعاً نوويّاً مُميتاً، أو وميضاً يُنذر بالهلاك والدَّمار، بل هو شمسٌ ساطعةٌ مُحييةٌ مُنعشةٌ. ويريد يَسُوع أن يبثَّ نور محبَّته فيك، ليُطمئن قلبَك ويَفرج همَّك. ولكنَّ لهذا الشِّفاء النَّفسي شرطاً واحداً، وهو أن تتقدَّم إلى يَسُوع بإيمانٍ، وتتبعَه مُنكراً ذاتك. ففي الاتِّباع الدَّائم ليَسُوع نتغيَّر مِن الظُّلمة إلى النُّور، ونجد الطَّريق في نوره وسط ظلمات العالَم، لنَصِل إلى هدف الأهداف، ألا وهو مجد الآب والابن في بهاء الحياة.