Skip to content

Commentaries
Arabic
يوحنا
  
8:19فَقَالُوا لَهُ أَيْنَ هُوَ أَبُوكَ. أَجَابَ يَسُوع لَسْتُمْ تَعْرِفُونَنِي أَنَا وَلاَ أَبِي. لَوْ عَرَفْتُمُونِي لَعَرَفْتُمْ أَبِي أَيْضاً20هَذَا الْكَلاَمُ قَالَهُ يَسُوع فِي الْخِزَانَةِ وَهُوَ يُعَلِّمُ فِي الْهَيْكَلِ. وَلَمْ يُمْسِكْهُ أَحَدٌ لأَِنَّ سَاعَتَهُ لَمْ تَكُنْ قَدْ جَاءَتْ بَعْدُ


لم يفهم اليهودُ يَسُوع بدِقَّةٍ، ولم يُريدوا فهمه، بل سعَوا إلى الإيقاع به في تجديفٍ بيِّنٍ وملموسٍ، فسألوه بمَكرٍ: "مَن هو الَّذي تُسمِّيه أباك". وكان يوسف قد مات، ومريم أمُّه قد هاجمها اليهود باتِّهاماتٍ نجسةٍ؛ وبالتَّالي كانوا يعرفون مَن كان يقصد بقوله "أبي"، ولكنَّهم أرادوا سماع اعترافٍ بلسانه أنَّ الله هو أبوه، كي يمسكوه بدعوى التَّجديف.
فلم يجِب يَسُوع سؤالهم مباشرةً، لأنَّ معرفة الآب ليست منفصلةً عن معرفة يَسُوع. فالابن في الآب، والآب فيه. وليس أحدٌ يعرف الآب إلاَّ في ابنه. فكيف لِمَن لا يقبل الابن أن يعرف الله؟ لكنَّ كلَّ مَن يؤمن بالابن ويُحبّه، يُعلِن الله له ذاته، لأنَّ كلَّ مَن رأى الابن فقد رأى الآب.
نطق يَسُوع بهذه الكلمات في زاوية الهيكل الخاصَّة لجمع التَّبرُّعات، ولا شكَّ أنَّ هذه الزَّاوية كانت مكتظَّةً بالحرَّاس أكثر مِن أيِّ ناحيةٍ أُخرى ضمن الهيكل. ورغم كثرة هؤلاء الجنود والخُدَّام، لم يقوَ أحدٌ على التَّعرُّض له أو القبض عليه، لأنَّ يد الله كانت تحميه، فلم يقدر أحدٌ أن يقتله، لأنَّ ساعة تسليمه حسب مشيئة الله لم تكن قد حانت بعد. فلا البشر ولا عائلتك ولا عشيرتك يستطيعون أن يُقرِّروا مصيرك، لأنَّ مصيرك لا يُقرِّره إلاَّ أبوك السَّماوي وحده.

الصَّلَاة
أيها المَسِيْح، نُعظِّمك ونُحبُّك، لأنَّك لا تحكم علينا كما نستحقُّ، بل تُخلِّصنا. أنت نور العالم، وتنير جميع الَّذين يأتون إليك. غيِّر قلوبنا القاسية بأشعَّة محبَّتك كي نعرفك والآبَ أيضاً، ونُكرمك بإيمانٍ ثابتٍ وحقٍّ مُستقيمٍ. افتح أعيُن المتأخِّرين في معرفتك، كي يُدركوا الآب ويَسجدوا لك.
السُّؤَال
كيف تتعلَّق شهادة يَسُوع لنفسه، أنَّه نور العالَم، بمعرفة الآب السَّماوي؟