Skip to content

Commentaries
Arabic
يوحنا
  
8:23فَقَالَ لَهُمْ أَنْتُمْ مِنْ أَسْفَلُ. أَمَّا أَنَا فَمِنْ فَوْقُ. أَنْتُمْ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ. أَمَّا أَنَا فَلَسْتُ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ.24فَقُلْتُ لَكُمْ إِنَّكُمْ تَمُوتُونَ فِي خَطَايَاكُمْ. لأَِنَّكُمْ إِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا أَنِّي أَنَا هُوَ تَمُوتُونَ فِي خَطَايَاكُمْ.


أعلن يَسُوع أنَّ عالَم الله موجودٌ حقيقةً فوق عالَمنا الشِّرير الَّذي نعيش فيه. إنَّنا جميعاً مِن أسفل، مِن الطِّين الموحل، ممتلئون بالأفكار الشِّريرة، وبذرة الشَّيْطَان تُثمر فينا. فالإنسان العاديُّ لا يستطيع إدراك عالَم الله، ولكنَّه يشعر قليلاً بوجوده.
أمَّا المَسِيْح، فهو ليس مِن عالمنا. فروحه صادرٌ مِن الآب، غالبٌ جسدَه. وقد عبَّر يَسُوع عن رحاب أبيه بالعبارة "فوق" ولكن ليس بمعناها الجغرافي، لأنَّ العبارة "فوق" تعني في أوستراليا ما هو تحت. وكما يقلُّ ضَغط الهواء حول كُرتنا كُلَّما علَونا إلى فوق، هكذا ينتهي كابوس الخطيئة كُلَّما اقترَبْنا مِن الله. وهذا هو ضيقنا الَّذي يُعذِّبنا: أنَّنا لا نستطيع الانطلاق إلى الله، لأنَّ عالَمنا يُشبه سجناً، والإنسان "في الخطيئة". فنحن جميعنا أولاد بيئتنا، نَثبت في الشَّر، ولا نخضع لمحبَّة الله. ومِن هذا التَّقيُّد والتَّورُّط بمآسي البيئة، تُصبح الحياة مملوءةً بالخطايا. وقد ذكَر يَسُوع الكلمة "الخطايا" في صيغة الجَمع، لأنَّ مِن حالتنا المناقضة لله، تخرج أخطاءٌ كثيرةٌ والتواءاتٌ ونجاساتٌ وأكاذيب. فنحن ممتلئون بالخطايا، كأبرص ممتلئ قروحاً. وكما يموت هذا الأبرص رويداً رويداً وهو حيٌّ، هكذا تُميتُ الخطيئة الإنسانَ. فسنموت لأنَّنا أخطأنا. أمَّا الَّذي لا يُخطئ فيحيا إلى الأبَد.
ما هي الخطيئة؟ إنَّها ليست إلاَّ عدم إيمان. لأنَّ مَن يرتبط بيَسُوع يحيا إلى الأبد، فدَم ابن الله يُطهِّرنا مِن كُلِّ خَطِيئة، وقوَّته تُنقِّي ضمائرنا، وتُقدِّس أفكارنا، وروحه يملأنا بحياته. أمَّا الَّذي ينفصل عن المَسِيْح، فيختار لنفسه الموت، ويبقى في سجن الخطيئة، بانتظار الدَّيْنُونَة. إنَّ الإيمان بالمَسِيْح وحده يُحرِّرنا مِن غضب الله.
فمَن هو يَسُوع الَّذي يطلب الإيمان بشخصه؟ إنَّه يصف نفسه للمرَّة الثَّانِية قائلاً: "إنِّي أنا هو" (6: 20 و8: 24). وهو بهذه العبارة يختصر جميع الشَّهادات العَظِيْمة لنفسه، مسمِّياً نفسه الرَّبّ الحَق، الله الحيّ، القُدُّوْس الأزليّ الَّذي أعلن نفسه لموسى في العُلَّيقة بهذه العبارة نفسها، وأكَّد لإِشَعْيَاء بالعبارة نفسها أن ليس مخلِّصٌ إلاَّ هو (خروج 13: 14؛ إِشَعْيَاء 43: 10- 12). كان كلُّ يهوديٍّ حافظاً هذه العبارة عن ظهر قلب. فافتكروا بها وَجِلين، ولم يتجاسروا على التَّلفظ بها كي لا ينطقوا باسم الله باطلاً. أمَّا يَسُوع فوصف نفسه بها جهراً، لأنَّه لم يكن ابن الله فقط، بل يهوه الرَّبّ نفسه.
إنَّنا نجد الإِنْجِيْل كلَّه مختصراً بهذه العبارة. فالمَسِيْح هو الله في الجسد، ومَن يؤمن به يحيا، ومَن يرفضه ولا يقبل سُلطانه الإلهيَّ ينفصل عن الغفران ويسقط في رعب موت الكُفَّار. فمصير الإنسان يُقرِّره إيمانه أو عدم إيمانه.
كيف يبين إيمانك بيَسُوع؟ هل تتعلَّق به مُصدِّقاً فقط، أم قد أصبح لك مصدر القوَّة، ومُحييك الحَقِيْقِيّ؟ إنَّه الرَّبّ الحيُّ الَّذي يقف أمامك قائلاً: "إنِّي أنا هو".

الصَّلَاة
أَيُّهَا الرَّبُّ يَسُوع، أنت هو الله، وقد حلَّ الآب بملئه فيك. نسجد لك، ونؤمن بألوهيَّتك، ونلتمس منك غُفران ذنوبنا، كي لا نموت في خطايانا. اثبُتْ فينا بنعمتك، واملأنا بروحك لكي تغلب قوَّتُك خطايانا، فنسلك في إرشادك قدِّيسين، ونؤمِن بسُلطان محبَّتك العامل في جميع الملتصقين بك.
السُّؤَال
ماذا يعني الإيمان بالَّذي يقول: "إنِّي أنا هو"؟