Skip to content

Commentaries
Arabic
يوحنا
  
8:28فَقَالَ لَهُمْ يَسُوع مَتى رَفَعْتُمُ ابْنَ الإِنْسَانِ فَحِينَئِذٍ تَفْهَمُونَ أَنِّي أَنَا هُوَ وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِي بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهَذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي.29وَالَّذي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي وَلَمْ يَتْرُكْنِي الآبُ وَحْدِي لأَِنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ


علم يَسُوع أنَّ أعداءه، وحتَّى تلاميذه، لم يستطيعوا إدراك حقيقته، لأنَّ الرُّوْح القُدُس لم يكُن قد انسكب بعد. ولكنَّ يَسُوع كان موقناً كلَّ اليقين أنَّ رفعه على الصَّلِيْب سيمحو خَطِيئة العالم كلِّه، وأنَّ صعوده إلى أبيه سيؤدِّي إلى انسكاب الرُّوْح القُدُس. عندئذٍ ستشرق المعرفة كالبرقِ في أذهان اليهود والأُمم. فلا يستطيع أحدٌ إدراك لاهوت يَسُوع إلاَّ بالرُّوْح القُدُس، ولا ينفع أيُّ إقناعٍ منطقيٍّ. فالوِلاَدَة الثَّانِية وحدها تُنشئ الإيمان الجليَّ، مثلما يُنشئ الإيمان الواثق بلطف المَسِيْح الوِلاَدَة الثَّانِية.
لم يقل المَسِيْح إنَّه إلهٌ تامٌّ مستقلٌّ في ذاته، بل أعلن في الوقت نفسه علاقته الحيويَّة بأبيه، وأنَّه لا يفعل شيئاً مِن نفسه، بل الآب وحده يعمل فيه. لقد تواضع يَسُوع جدّاً حتَّى إنَّه سمَّى نفسه تلميذ الله، رغم أنَّه في الجملة نفسها أعلن نفسه ربَّ الوجود، حين قال للمرَّة الثَّالِثة: "إنِّي أنا هو".
ليس إيماننا سهلاً على العقل، ولكنَّه هيِّنٌ لبساطة الرُّوْح القُدُس. فمن خلال ما ذكره يُوْحَنَّا عن هذه المعاني السَّامية، يُشركنا يَسُوع بطرقٍ عديدةٍ في أسرار وحدة الثَّالُوْث الأَقْدَس، فيُكمل قائلاً: "كان الآب معي دائماً، ولا يزال معي حتَّى الآن. فلم يتركني وحدي لحظةً واحدةً". وهذا حقٌّ، لأنَّ الابن لم يترك الآب السَّماوي، ولم يتمرَّد عليه، بل كان مُطيعاً لمسرَّته. نزل مِن السَّماء، وصار إنساناً خاضعاً لمشيئة أبيه. ما أجملها مِن عبارةٍ: "لأَِنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ".
لا يستطيع أحدٌ أن ينطق بهذه العبارة إلاَّ ابن الله الَّذي عاش دائماً في انسجامٍ مع أبيه، في ملء الرُّوْح القُدُس. فيَسُوع أكمل النَّاموس (الشَّرِيْعَة)، وفوق ذلك كان هو نفسه ناموس (شريعة) العهد الجديد. أمَّا اليهود فسمَّوه مُجدِّفاً ناقضاً النَّاموس (الشَّرِيْعَة) مُضلاًّ للشَّعب، بينما كان يَسُوع الإنسان الوحيدَ الَّذي حفظ النَّاموس (الشَّرِيْعَة).
هل تسمع صوت الرُّوْح القُدُس في إعلانات يَسُوع عن نفسه؟ هل تشعر بجلاله، وتواضعه، وحرِّيته مع الآب، وخضوعه له؟ مِن هُنا يمكنك أن تُدرك معنى الإيمان الحَقِيْقِيّ بيَسُوع. فكما أنَّه هو واحدٌ مع الآب، هكذا يُريد أن يجذبك إلى شركة محبَّته في الخضوع والحرِّية في الوقت نفسه، ويقودك إلى الانطلاق والخدمة بحضوره، كي يكون هو معلِّمك، فلا تفعل شيئاً بدونه، بل تفعل ما يُرضيه في كلِّ حينٍ.

الصَّلَاة
أَيُّهَا الرَّبُّ يَسُوع، إنني أخجل لأجل عنادي وعصياني وأكاذيبي وذنوبي. اغفر لي معصيتي، وقدِّسْني كي أخضع كلِّياً لإرشاد روحك القُدُّوْس، فأعمل ما يرضيك في كلِّ حينٍٍ. كُن مرشدي ومُعلِّمي، وافتَح قلبي وعقلي على محبَّتك الأَبَدِيّة. لا تتركني، ولا تُدخلني في تجربة، بل قوِّني على إطاعة الإيمان مع جميع إخوتي في الرُّوح.
السُّؤَال
كيف أعلن يَسُوع ثباته في الثَّالُوْث الأَقْدَس؟