Skip to content

Commentaries
Arabic
يوحنا
  
هـ: الخطيئة عبوديَّةٌ
(يوحنَّا 8: 30- 36)
8:30وَبَيْنَمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ بِهَذَا آمَنَ بِهِ كَثِيرُونَ.31فَقَالَ يَسُوع لِلْيَهُودِ الَّذينَ آمَنُوا بِهِ إِنَّكُمْ إِنْ ثَبَتُّمْ فِي كَلاَمِي فَبِالْحَقِيقَةِ تَكُونُونَ تَلاَمِيذِي32وَتَعْرِفُونَ الْحَقَّ وَالْحَقُّ يُحَرِّرُكُمْ.


أثَّرَت شهادةُ يَسُوع المتواضعة القويَّة في كثيرٍ مِن المستمعين، فمالوا إليه، وابتدأوا يؤمنون بأنَّه آتٍ مِن الله.
وشعر يَسُوع بثقتهم، وقَبِل استعدادهم، وثبَّتَهم في كلامه، وطلب منهم ألاَّ يُصدِّقوا إِنْجِيْله فقط، بل يُفكِّروا مليّاً بكلامه، ويرتبطوا بشخصه نهائيّاً كي يَثبتوا فيه ثبات الغصن في الكرمة. فما يجعلنا تلاميذ يَسُوع الحَقِيْقِيّين ليس قبول كلامه بطريقةٍ عقليَّةٍ منطقيَّةٍ، بل ارتباطنا الحياتي به. إذ ذاك يجري روحه في أفكارنا وقلوبنا دون مانعٍ، دافعاً إيَّانا إلى تنفيذ إرادته عمليّاً. فمَن يُتمِّم بهذه الطَّريقة كلام يَسُوع، يُدرك الحقَّ، لأنَّ الحقَّ ليس فكراً فحسْب، بل هو واقعٌ عمليٌّ نشترك فيه بسلوك حياتنا.
إنَّ حقَّ الله هو أوَّلاً القول الصَّادق الحكيم، دون تلوُّنٍ أو كذب. وهو ثانياً معرفة الله بأنَّه الآب والابن والرُّوْح القُدُس في وحدة المَحَبَّة والعمل والمجد. ويُمكننا بواسطة التَّعمق في المَسِيْح أن نُدرك جمال وحدة الثَّالُوْث الأَقْدَس ومجده.
ومعرفة الله تُغيِّر حياتنا. فنحن نعرف الله بقَدْر ما نُحبُّ بعضنا بعضاً. أمَّا الَّذي لا يُحبُّ فلا يعرف الله. وبمعرفتنا الله بواسطة كلام المَسِيْح، نتحرَّر مِن جميع أنواع الأنانية. إنَّ ما يُحرِّرنا مِن عبودية الخطيئة ليس فرائض النَّاموس (الشَّرِيْعَة)، ولا الحديث عن التوبة، بل معرفة محبة الله الآب، وقبول نعمة غفران الابن، وحلول قوَّة الرُّوْح القُدُس فينا. فلا يوجد تحرُّرٌ أعظم في حياة الإنسان إلاَّ حين تُحطِّمُ معرفةُ محبَّة الله قيودَ أنانيتنا.