Skip to content

Commentaries
Arabic
يوحنا
  
8:37أَنَا عَالِمٌ أَنَّكُمْ ذُرِّيَّةُ إِبْرَاهِيمَ. لَكِنَّكُمْ تَطْلُبُونَ أَنْ تَقْتُلُونِي لأَِنَّ كَلاَمِي لاَ مَوْضِعَ لَهُ فِيكُمْ.38أَنَا أَتَكَلَّمُ بِمَا رَأَيْتُ عِنْدَ أَبِي. وَأَنْتُمْ تَعْمَلُونَ مَا رَأَيْتُمْ عِنْدَ أَبِيكُمْ.39أَجَابُوا وَقَالُوا لَهُ أَبُونَا هُوَ إِبْرَاهِيمُ. قَالَ لَهُمْ يَسُوع لَوْ كُنْتُمْ أَوْلاَدَ إِبْرَاهِيمَ لَكُنْتُمْ تَعْمَلُونَ أَعْمَال إِبْرَاهِيمَ.


كان اليهود يتفاخرون بأنَّهم ذرِّية إبراهيم، حاسبين أنَّهم بسبب هذه الأرومة قد ورثوا جميع الوعود الَّتي قطعها الله لعبده المُطيع إبراهيم.
لم يرفض يَسُوع امتيازات هذه الأرومة، ولكنَّه حزن لأنَّ ذرّية إبراهيم قد خلَوا مِن روح أبيهم الَّذي حفظ كلمة الله ونفَّذَها عمليّاً، فأغلقوا قلوبهم على كلام يَسُوع. ولذلك لم يستنيروا، بل بقَوا بدون معرفة وإيمان.
ولم يُثمر كلام يَسُوع في تلك الجموع سوى الرفض والبُغض. ولعلَّ أكثريَّتهم لم تُفكِّر آنذاك بقتل يَسُوع عمداً. ولكنَّ يَسُوع كشف نيَّات قلوبهم، وعلم أنَّ البُغضَ تمهيدٌ للقتل، وأنَّهم سُرعان ما يصرخون "اصلبه، اصلبه" (مَتى 5: 22؛ 1 يُوْحَنَّا 3: 15؛ يُوْحَنَّا 19: 15).
لم يكن هذا الروحُ الرَّافضُ روحَ إبراهيم الَّذي سمع صوتَ الرَّبّ، وخضع له فوراً. وعلى نحوٍ أرْوَع نجد أنَّ يَسُوع لم يسمع صوت أبيه دائماً فحسْب، بل رأى أيضاً أَعْمَال أبيه وجلاله المجيد. فكانت إعلاناته كاملةً وصادرةً عن شركة ملتصقةٍ بالله. فالآب الَّذي في السَّماء هو الَّذي ولد يَسُوع، ويَسُوع ابنه روحٌ مِن روحه، ومحبَّةٌ مِن محبَّته.
أمَّا اليهود فأبغضوا المولود مِن روح الله. وهذا برهانٌ قاطعٌ على أنَّهم لم يأتوا مِن الله الحقّ، بل كان لهم مصدرٌ آخر ينتسبون إليه. وفي هذه المرحلة مِن الجدل، لم يُسمِّ يَسُوع اسم أبيهم، بل حاول أن يجذبهم إلى التَّفكير فيمَن عساه يكون أبوهم، إن لم يكن إبراهيمَ.