Skip to content

Commentaries
Arabic
يوحنا
  
ز: المَسِيْح كائنٌ قَبْلَ إبراهيم
(يوحنَّا 8: 48- 59)
8:48فَأَجَابَ الْيَهُودُ وَقَالُوا لَهُ أَلَسْنَا نَقُولُ حَسَناً إِنَّكَ سَامِرِيٌّ وَبِكَ شَيْطَانٌ.49أَجَابَ يَسُوع أَنَا لَيْسَ بِي شَيْطَانٌ لَكِنِّي أُكْرِمُ أَبِي وَأَنْتُمْ تُهِينُونَنِي.50أَنَا لَسْتُ أَطْلُبُ مَجْدِي. يُوجَدُ مَنْ يَطْلُبُ وَيَدِينُ.


مزَّق يَسُوع أقنعةَ اليهود، وأعلن لهم أنَّهم ملبوسون بروح إبليس، ولا يعرفون الحقَّ.
وعلى أثر هذا الهجوم، اضطرَّ الروح الشِّرير إلى إعلان ذاته علانيةً. إلاَّ أنَّهم لم يتوبوا ولم يبكوا على قلوبهم الممتلئة بالشَّر، بل أثبتوا تحالفهم مع أبي الكذب، واعترفوا بأنَّهم كانوا من زمنٍ قد جدَّفوا مُنكرين ولادة يَسُوع مِن الرُّوْح القُدُس، واغتابوه سِرّاً، وسمَّوه سامريّاً مِن جنسٍ مختلط، لأنَّ تحمُّس السَّامريين له بلغ أورشليم، وأغاظ اليهود العنصُريِّين كثيراً.
ولكنَّ فريقاً كان قد عرف يَسُوع وأهله وعشيرته اليهوديَّة، فأخذ أعضاء هذا الفريق يؤكِّدون أنَّه يهوديٌّ فعلاً، بينما أصرَّ آخَرون على أنَّه كان يُجري المعجزات بمساعدة الشَّيْطَان. ومِن هذا الحديث تعرف الرُّوح الكاذب. فالملبوسون لم يُدركوا حالتهم الشَّخصية، بل زعموا أنَّ قُدُّوْس الله مسكونٌ بالشَّيَاطِيْن. وهكذا لوى أبو الكذَّابين تفكيرهم، حتَّى ظنّوا الأبيض أسود والأسود أبيض.
فأجاب المَسِيْح هؤلاء العمي في الرُّوح بكلِّ هدوءٍ، وأعلن مجده لهم قائلاً: "ليس بي شيطانٌ شرِّيرٌ، بل أنا ممتلئٌ بالرُّوْح القُدُس. ولا تدفعني أيُّ شرارةٍ نجسةٍ إلى الشَّهوات الدُّنيا، لأنني مُفعمٌ حقّاً ومحبَّةً وطهارةً. ولا أعيش لنفسي، منتفخاً مثلكم، بل أُنكر ذاتي، وأُكرم أبي. هذه هي عبادتي العقليَّة. إنِّي أُعلن لكم اسمَ الله الأبوي، وأُقدِّسُه بسيرة حياتي. أجَل، إنّي أُعلن لكم حقيقة الله. ولكنَّكم تبغضونني، لأني لم أُخفِ عليكم أنَّ الله أبي. وعصيانكم دليلٌ على أنَّ الروح الشِّرير الَّذي فيكم لا يَبغي الخروجَ، ليحلَّ روح الله محلَّه. فأنتم لا تُريدون أن تُصبحوا أولاد القُدُّوْس. ولذلك تُجدِّفون عليَّ، وتقصدون قَتلي. ولكنَّني لستُ مُفرط الحساسية، فقد متُّ عن الشَّوق إلى إكرام الذَّات، ولستُ غاضباً مِن شتائمكم واتِّهاماتكم الكاذبة، بل إنَّني هادئٌ مُطمئنٌّ، ولا أطلب مَجدي، لأني ثابتٌ أزليٌّ في اسمِ الآب الَّذي يُدافع عنِّي، ويعتني بي، ويُكرمني، ويحفظني، ويُمجِّدُني؛ وهو الَّذي سيدينكم، لأنَّكم لا تعرفونني، ولا تَقبلونني. إنَّ كلَّ مَن يرفض المولود مِن الرُّوْح القُدُس، يَسقط في دينونة الله، لأنَّ الروح الشِّرير قد حلَّ في هذا الرَّافِض، ويمنعه مِن قبول المُخلِّص.