Skip to content

Commentaries
Arabic
يوحنا
  
9:16فَقَالَ قَوْمٌ مِنَ الْفَرِّيْسِيِّيْنَ هَذَا الإِنْسَانُ لَيْسَ مِنَ اللَّهِ لأَِنَّهُ لاَ يَحْفَظُ السَّبْتَ. آخَرُونَ قَالُوا كَيْفَ يَقْدِرُ إِنْسَانٌ خَاطِئٌ أَنْ يَعْمَلَ مِثْلَ هَذِهِ الآيَاتِ. وَكَانَ بَيْنَهُمُ انْشِقَاقٌ.17قَالُوا أَيْضاً لِلأَعْمَى مَاذَا تَقُولُ أَنْتَ عَنْهُ مِنْ حَيْثُ إِنَّهُ فَتَحَ عَيْنَيْكَ. فَقَالَ إِنَّهُ نَبِيٌّ.


بعد الاستماع إلى شهادة الرَّجل، بدأ البحث بين النَّامُوْسِيِّيْنَ، فقال بعضهم إنَّ الأمر واضحٌ وجليٌّ، فيَسُوع ليست له قوَّةٌ مِن الله، طالما أنَّه كسر وصيَّة السَّبت. وهكذا حكموا على الرَّحمن بمنطقهم النَّاموسي.
وفكَّر آخَرون في العلاقة بين خَطِيئة المولود أعمى وشفائه وغفران خطاياه، فقالوا إنَّ لهذا الشِّفاء معنى أعمق، لأنَّه متعلِّقٌ بقدرة الله الغفورة. فمستحيلٌ أن يكون يَسُوع خاطئاً، لأنَّه غفر الذَّنْبَ، وحلَّ سبب الضِّيق.
لم يتَّفق الفريقان على حلٍّ، ونشب نزاعٌ كبيرٌ، لأنَّهم كانوا كلَّهم عمياناً روحيّاً، شأن الكثيرين مِن النَّاس في زمننا الحاضر، الَّذين يتباحثون في أمر يَسُوع بسطحيَّةٍ وتفاهةٍ. فأحضروا الرَّجل مُجدَّداً ليسألوه هل قال يَسُوع له شيئاً غير ما أخبرهم به، وماذا كان شعوره بالنِّسبة إلى يَسُوع الغريب.
إنَّ هذا الاستجواب دليلٌ نافعٌ لمَن لا يعرف شيئاً عن يَسُوع. فخيرٌ لهم أن يستخبروا المولودين ولادةً جديدةً، كي يُعرِّفهم هؤلاء بالتَّحرير مِن الخطيئة وغضب الله، والبصيرة الجديدة بأبوَّة القُدُّوْس؛ لأنَّنا لا نستطيع أن نرى الله إنْ لم نولَد ولادةً روحيَّةً.
أعمَلَ هذا الرجلُ المُبصِر حديثاً فِكرَه، وجعل يتساءل: "مَن هو يَسُوع؟" وقارنه في ذاكرته برجال الله في تاريخ شعبه. أجَل، لقد حدثت في التَّاريخ العبري عجائب عظيمةٌ مختلفةٌ. ولكن لم نقرأ ولم نسمع أنَّ رجلاً واحداً مِن هؤلاء الأنبياء والقدِّيسين وآباء الإيمان استطاع أن يَهَبَ البصرَ لإنسانٍ أعمى مُنذ ولادته. فمِن عمَل يَسُوع هذا يتَّضح لكلِّ إنسانٍ عاقلٍ أنَّنا أمام شخصٍ غير عادي، أمام إلهٍ قديرٍ ومُخلِّصٍ فريدٍ. وفي غمرة هذه الأفكار المتلاطمة في رأس الرَّجُل المسكين حول هويَّة يَسُوع، وصف مُخلِّصه بالنَّبي الَّذي لا يعرف المستقبل فقط، بل يعمل الحاضر أيضاً بقوَّة الله، ويكشف القلوب، ويُعبِّر عن مشيئة القُدُّوْس.