Skip to content

Commentaries
Arabic
يوحنا
  
9:28فَشَتَمُوهُ وَقَالُوا أَنْتَ تِلْمِيذُ ذَاكَ. وَأَمَّا نَحْنُ فَإِنَّنَا تَلاَمِيذُ مُوسَى.29نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ مُوسَى كَلَّمَهُ اللَّهُ. وَأَمَّا هَذَا فَمَا نَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ هُوَ.30أَجَابَ الرَّجُلُ وَقَالَ لَهُمْ إِنَّ فِي هَذَا عَجَباً إِنَّكُمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ مِنْ أَيْنَ هُوَ وَقَدْ فَتَحَ عَيْنَيَّ.31وَنَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ لاَ يَسْمَعُ لِلْخُطَاةِ. وَلَكِنْ إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَتَّقِي اللَّهَ وَيَفْعَلُ مَشِيئَتَهُ فَلِهَذَا يَسْمَعُ.32مُنْذُ الدَّهْرِ لَمْ يُسْمَعْ أَنَّ أَحَداً فَتَحَ عَيْنَيْ مَوْلُودٍ أَعْمَى.33لَوْ لَمْ يَكُنْ هَذَا مِنَ اللَّهِ لَمْ يَقْدِرْ أَنْ يَفْعَلَ شَيْئاً.34أَجَابُوا وَقَالُوا لَهُ فِي الْخَطَايَا وُلِدْتَ أَنْتَ بِجُمْلَتِكَ وَأَنْتَ تُعَلِّمُنَا. فَأَخْرَجُوهُ خَارِجاً.


عندما هزئ الرجل بالكتبة وعلماء النَّاموس (الشَّرِيْعَة)، شتموه ولعنوه وصرخوا فيه قائلين: "إنَّك أنت، ولسنا نحن، تلميذ ذاك المُضِلّ. نحن أتباع موسى، وموسى كليم الله. ونحن لنا ملء الثِّقة بهذا." وكان يَسُوع قد أخبرهم قبل ذلك أنَّهم لو كانوا يعرفون موسى حقّاً، لاستمعوا إلى كلامه وفهموه. ولكنَّهم إذ لووا كلام موسى، وجعلوه طريقةً للتَّبرير الذَّاتي، لم يفهموا يَسُوع أيضاً، ولم يستطيعوا تمييز الرُّوح الَّذي يتكلّم منه. كان النَّاصِرِيّ غريباً عنهم، وأفكاره لا تنطبق على أنظمتهم. وقد غلبهم كلامه بقوَّة حجَّته، فكان رهيباً غامضاً بالنِّسبة إليهم.
عندئذٍ أجابهم الرَّجل الَّذي كان أعمى قائلاً: "إنَّني لا أفهمكم. فمن الطَّبيعي والمنطقي أن يتمتَّع الَّذي يفتح عينَي أعمى منذ ولادته بقدرةٍ خلاَّقةٍ. فهو لا شكَّ قويٌّ وقديرٌ. إنَّ هذا الإنسان العجيب في لطفه لم يَلُمْني، ولم يطلب منِّي مالاً، بل قدَّم خدمة محبَّته لي مجَّاناً؛ حتَّى إنَّه لم ينتظرني لأشكره وأسجد له. فأنا لا أجد فيه أيَّ عيبٍ أو نقيصةٍ".
ثمَّ اعترف الرجل قائلاً: "يَعْلَم كلُّ عضوٍ في العهد القديم أنَّ الله لا يستجيب صلوات المستكبرين، لأنَّ الخطيئة الَّتي تقف بين الإنسان وربِّه تحول دون انسكاب بركة الله عليه. أمَّا الَّذي ينكسر أمام القُدُّوْس، معترفاً بخطاياه، طالباً الإيمان والمَحَبَّة، ومُقدِّماً الشُّكْر، فالله يُكلِّمه شخصيّاً."
"لم يستطِع أيٌّ منكم أن يفتح عينيَّ. ولم يكُن إيُّ إنسانٍ قادراً على هذا، لأنَّ النَّاس كلَّهم خطاةٌ، باستثناء يَسُوع هذا الَّذي استطاع أن يشفيني. وهذا برهانٌ على أنَّه بلا خَطِيئة. فالله نفسه قد حلَّ فيه، ولولا ذلك لَمَا استطاع أن يفتح عينيَّ".
كان تأمُّل شخص يَسُوع الَّذي فرضه الاستجواب على الرجل قد أغنى فكره، فازداد معرفةً بالمُخلِّص الإلهيِّ المَصْدَر، الَّذي خلَّصه مِن شقاء الظُّلمة، ونقله إلى النُّور.
عندئذٍ لعنه المتديِّنون المتظاهرون بالتَّقوى، وعيَّروه أنَّه وُلد أعمى بسبب نجاسته ونجاسة والدَيه. ولم يُدرك هؤلاء أنَّهم هم العميان الحَقِيْقِيّون، وأنَّ الرَّبّ قد استخدم هذا المُعافَى مِن العمى كرسولٍ من عنده، كي يُريهم عماهم ونجاساتهم، ويُوضح لهم ماذا يُريد أن يعمل منهم. ولكنَّهم رفضوا تعليم المَسِيْح مِن فم رسوله المُعافَى، وأخرجوه بعنفٍ مِن الكنيس؛ فطردوه مِن غرفة الاستجواب إلى الشَّارع، حيث أهانوه معنويّاً أمام النَّاس، وسمَّوه "تلميذ يَسُوع". لقد شُفي هذا الرجل في ذلك اليوم مِن عماه, وفي اليوم نفسه صار مرفوضاً مِن الأمَّة، دليلاً على أنَّ روح تلك الأمَّة لم تستطِع احتمال روح المَسِيْح.

الصَّلَاة
أَيُّهَا الرَّبُّ يَسُوع، علِّمنا براءتك وطهارتك ومصدرك، حتَّى نشهد لك ونُصبح تلاميذك. ساعدنا على أن نكون أُمناء وحُكماء في شهادتنا واعترافنا أمام أعدائك؛ فلا نُنكر اسمك، بل نخدمك ونحمدك، حتَّى وإن أبغَضَنا النَّاس وطرَدونا.
السُّؤَال
ما الَّذي أدركه هذا الرَّجُل تدريجيّاً أثناء استجوابه؟