Skip to content

Commentaries
Arabic
يوحنا
  
ج: يَسُوع يُعلن للرَّجل الَّذي أبرأه مِن عماه أنَّه ابنُ الله
(يوحنَّا 9: 35- 41)
9:35فَسَمِعَ يَسُوع أَنَّهُمْ أَخْرَجُوهُ خَارِجاً فَوَجَدَهُ وَقَالَ لَهُ أَتُؤْمِنُ بِابْنِ اللَّهِ.36أَجَابَ ذَاكَ وَقَالَ مَنْ هُوَ يَا سَيِّدُ لأُومِنَ بِهِ.37فَقَالَ لَهُ يَسُوع قَدْ رَأَيْتَهُ وَالَّذي يَتَكَلَّمُ مَعَكَ هُوَ هُوَ.38فَقَالَ أُومِنُ يَا سَيِّدُ. وَسَجَدَ لَهُ


قرأنا في هذه الآيات قِصَّةً مُعزِّيةً. سمع يَسُوع بقصَّة طرد الرَّجل مِن الكنيس ومِن الأمَّة، فلم يتركه وحدَه في بؤسه، بل قام وبحث عنه حتَّى وجده. هذه هي تعزية كلِّ مؤمنٍ انفصل عنه أقرباؤه وأصدقاؤه بسبب إيمانه بالمَسِيْح. وإنَّنا نؤكِّد لك، إن كنت في مثل هذه الحالة، أنَّ يَسُوع يسمع صرخات قلبك، ويَطلبك، ويأتي إليك شخصيّاً، ولا يتركك أبداً. فلا تضع ثقتك ورجاءك في النَّاس، وإلاَّ فإنَّك تيأس؛ بل انظر إلى يَسُوع وحده، لأنَّ لا رجاء في الدِّنيا والآخرة سواه. وهو يُحبُّك.
عندئذٍ سأل يَسُوع الرَّجل السُّؤَال الحاسم: "هل تؤمِن بابن الله الَّذي هو ابنُ الإنسان؟" وهذا السُّؤَال يُظهر أنَّ يَسُوع كان عالماً أنَّ الرَّجل قد حفظ أجزاءً كبيرةً مِن الكِتَاب المُقَدَّس غيباً، وأنَّه كان يعرف مِن (سفر دانيال 7: 13- 14) أنَّ ابن الإنسان هو ديَّان العالَم، وابن الله المَسِيْح. لم يطرح يَسُوع عليه هذا السُّؤَال لامتحان معلوماته، بل ليجد هل الرَّجل مستعدٌّ للخضوع إلى جلال ابن الله في الزمن والأبد، بدون أن يرتدَّ.
وشعر الرجل الأعمى سابقاً، بحدسه وإحساسه المرهف، أنَّ يَسُوع هذا الَّذي يكلِّمه ليس إنساناً عاديّاً. فخاطبه حسب النَّص اليوناني بالعبارة: "يا رَبّ"، ولكنَّه شاء أن يتأكَّد أكثر أنَّ يَسُوع هذا هو ابن الله حقّاً، كي لا يسجد لإنسانٍ عاديٍّ، فيكفر بذلك بإيمانه ويتعلَّق بإنسانٍ فانٍ.
وعندئذٍ وافاهُ يَسُوع بالجواب المجيد: "قد رأيتَه قَبْلاً بالإيمان، قبل أن تُبصره عيناك. إنِّي أنا هو. الَّذي يُكلِّمُك هو ابن الله". فلم يتوانَ الرَّجل عند ذلك عن تسليم نفسه كُلِّياً ليَسُوع. وسجَد له وكأنَّه يقول بسجوده هذا: "يا ربّ، أنا لك، وأنت مَلِكي وسَيِّدي وربِّي. أنت المَحَبَّة المتجسِّدة. وأنا أخضع لك طوعاً، لأكون عبداً لك مِن الآن فصاعداً."
أَخِي العَزِيْز، هل أدركتَ يَسُوع ابن الله في هيئة البشر؟ هل ارتبطتَ به كمؤمن في الزَّمن والأبد؟ هل سجدْتَ له وأصبحتَ أسير محبَّته ولُطفه؟ هل أبصَرتَه بعينَي إيمانك، أم لا تزال أعمى؟